الرعايه هي المهمه الأولى في عمل الأسقف والكاهن والخادم والخادمة في أي مكان. فالعمل الرعوي هو الاهتمام الأول في منظومة الخدمة الكنيسة بكل ما تشمله من افتقاد وتعليم ونشاط وخدمات نوعية. والسيد المسيح هو الراعي الصالح (يوحنا 10: 11) الذي يبذل نفسه عن الخراف، والذي بالحب يرعى ويخدم ويعرف خاصته أينما كانت، وخاصته تعرفه وتسمع صوته، وتكون رعية واحدة لراعٍ واحد (يوحنا 10: 14-16).
وبحسب التقليد الكنسي فإن البابا هو بالأساس أسقف الإسكندرية، الكرسي الرسولي الذي أسّسه القديس مار مرقس الرسول الطاهر والشهيد في القرن الأول الميلادي في مدينه الإسكندرية.. وظل الكرسي المرقسي بالإسكندرية حتى البابا خريستوذولوس (عبد المسيح) البطريرك 66، حيث انتقل إلى القاهرة، العاصمة المصرية التي أُنشِئت منذ أكثر من ألف عام. وتنقل الكرسي بين عدّة كنائس في مصر القديمة، ثم إلى الكنيسة المرقسية بالأزبكية، وفي زمن البابا شنوده الثالث انتقل إلى أرض الأنبا رويس بعد إنشاء الكاتدرائية المرقسية على يد القديس البابا كيرلس السادس. ولوجود أجهزة الدولة والرئاسة والحكومة والوزراء والبرلمان، وسائر المصالح والمؤسسات والسفارات، صارت إقامة البابا البطريرك بالقاهرة أغلب الوقت، واتسعت القاهرة كمدينة وعاصمة، وصارت تسكنها الملايين، ويدخل ويخرج منها كل يوم ملايين من البشر.
ولاحتياجات الرعاية ثم تقسيم القاهرة إلى 12 منطقه رعوية، يساعد البابا فيها عدد من الأساقفه العموم، يقوم بالرعاية المباشرة مع الآباء الكهنة في كل منطقة رعوية مثل: وسط القاهرة/ شبرا الشمالية/ شبرا الجنوبية/ شرق السكة الحديد/ المقطم/ حدائق القبة والوايلي/ عين شمس الغربية/ عزبة النخل/ مصر الجديدة/ مدينة نصر/ السلام والحرفيين/ المدن الجديدة... وهذا غير إيبارشيات مثل حلوان، والمعادي، والتي لها أساقفة مُجلَّسون. ومعظم هذه المناطق بها الأساقفة العموم الذين يلتقون بالبابا البطريرك باستمرار، كما يقوم قداسه البابا بزيارات لبعض الكنائس في هذه المناطق كشكل من أشكال الرعاية في الافتقاد، خاصة بعد أن جعل الاجتماع الأسبوعي يوم الأربعاء يمكن أن ينتقل من مقرّ الكاتدرائية المرقسية بالعباسية إلى كنائس وإيبارشيات أخرى على امتداد الكرازة.
أمّا الإسكندرية.. فقد اتسعت جدًا، وامتدت شرقًا وغربًا، وصار بها كنائس عديدة لتغطية احتياجات الرعاية، وصاحب ذلك زياده كبيره في أعداد الآباء الكهنة والخدام والخادمات، ولم تعد الإسكندرية مثلما كانت عليه في الماضي خاصه وقت مجيء القديس مار مرقس الرسول، وصار من الضروري أن ينطبق عليها ما صار في القاهرة، وذلك لتوفير الاحتياج الرعوي في كل مكان.. ولذا تم تقسيم الإسكندرية إلى أربع مناطق:
1- قطاع المنتزه: ويشرف عليه نيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام، ويقيم في كنيسة مار مينا بالمندرة.
2- قطاع شرق: ويشرف عليه نيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام، ويقيم في كنيسة مار مينا فلمنج.
3- قطاع غرب: ويشرف عليه نيافة الأنبا إيلاريون الأسقف العام، ويقيم في كنيسة مار جرجس بالمكس.
4- قطاع وسط: ويشرف عليه القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، من الدار البطريركية المرقسية بالإسكندرية.
ونشكر الله أن هذا يتم للمرة الأولى في تاريخ الخدمة بالإسكندرية، ومن أجل تجديد الرعاية والخدمة، وفي محبة ووئام يخدم الآباء الأساقفة والأب الوكيل والآباء الكهنة، في تناغم وانسجام لتمجيد اسم الرب.
وقبل عيد الغطاس بيومين كان هناك اجتماع لجميع الكهنة بحضور الآباء الأساقفة الثلاثة، وذلك في إحدى ضواحي الإسكندرية، وتخلّلت اللقاء فترة أسئلة ومناقشة عامة.
كما كانت هناك فرصة لبعض اللقاءات الجانبية حول موضوعات عديدة في الخدمة بالإسكندرية، وذلك بجوار تأسيس الأمانة العامة للمستشفيات القبطية بالإسكندرية (وعددها 7 مستشفيات)، والتي تقوم بجهد ملموس في الرعاية الصحية لأهل الاسكندرية وما يجاورها من محافظات ومدن. وقد استغرق الإعداد لهذا العمل حوالي عامين، وقد وُضِعت لائحة تنظيمية للعمل الطبي بها، وحضر السيد وكيل الصحة بالإسكندرية، وكذلك مدير العلاج الحُرّ.
وهكذا يمضي تنظيم العمل والرعاية بصورة طبية لتكون الثمار وفيرة ومفرحة.. ومازال أمامنا الكثير من تنظيم العمل الكنسي بالصورة المرجوة وحسب الوصية الإنجيلية «تَمِّمْ خِدْمَتَكَ» (2تيموثاوس4: 5).