اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السابعة والأربعون08 فبراير 2019 - 1 امشير 1735 ش     العدد كـــ PDFالعدد 05-06

اخر عدد

سفر التوبة

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

08 فبراير 2019 - 1 امشير 1735 ش

بدراستنا لسفر يونان نستطيع أن نضع له هذا العنوان "سفر التوبة"، فكل من في السفر تاب من خلال عمل الله العجيب، فالرب هو الذي حوّل هروب يونان إلى خدمة للبحارة، ومن خلال عصيانه عرف البحارة الرب وخافوا منه خوفًا عظيمًا، بل نذروا له نذورًا وتابوا.

وكذلك أهل نينوى الذين أرسل لهم الرب يونان رغم أنهم ليسوا يهودًا، فالرب اهتم بالكل سواء في العهد الجديد أو في العهد القديم، وبمجرد مناداة يونان على المدينة بالهلاك، تاب أهلها وكانت توبتهم أكبر توبة في الكتاب المقدس حيث تاب 120 ألف نسمه مرة واحدة.

وأخيرًا تاب يونان من خلال عمل الرب معه في اليقطينة والدودة والرياح والشمس.

وقد استخدم الرب في هذه القصص كل الأنواع والأشكال: البشر (يونان)، الحيوان (الحوت)، والنبات (اليقطينة)، والحشرات (دودة)، والمياه، والرياح، والشمس.

لا فائدة من السفر إن لمن نتب، ولكن كيف نتوب طبقًا للسفر؟

1) الطاعة:

لكي نتوب لابد أن نطيع، نحيا في طاعة الله وتنفيذ وصاياه، والبُعد عن كل ما ينهي عنه، فالطاعة خير من تقديم ذبيحة، والعناد كالوثن والترافيم. وماذا جنى يونان من عناده وعدم طاعته؟ خسر ماله وسمعته، وكاد يخسر حياته (لولا تدخل الله).

والعجيب أن كل الخليقة مطيعة لله إلّا الإنسان، هو الوحيد الذي يعصاه؛ ولكن من أطاع تاب، ربح أبديته مثل أهل نينوي الذين بمجرد سماع كلمات يونان فقط تابوا توبة عميقة صارت مثالًا لكل من يريد أن يتوب. وكذلك أطاع البحارة فعرفوا الرب وتابوا.

2) الصلاة (بعمق ورجاء):

مثل البحارة الذين لما تعرّضوا للتجربة، أول ما فكروا، فكروا في الصلاة «فصرخ كل واحد إلى إلهه»، وكذلك يونان في جوف الهاوية صرخ وصلى برجاء قائلًا: «أعود أنظر هيكل قدسك». وأهل نينوي صرخوا إلى الله بشدة. ليست الصلاة الروتينية الفاترة، ولكن العميقة «من الأعماق صرخت إليك» التي بها تركيز ومشاعر واحساس وإيمان ورجاء.

3) الصوم:

هو الجناح الآخر للتوبة، وهو وسيلة رائعة جدًا لانطلاق الروح والتذلل لله، مثل ما فعل أهل نينوي، صاموا ولبسوا مسوحًا من كبيرهم إلى صغيرهم، حتى الحيوانات صامت.

4) محاسبة النفس:

حينما وقعت القرعة على يونان وعرفوا أنه سبب المشكلة، لم يحكموا عليه وأنما حاسبوه أولًا. ونحن علينا أن نحاسب قبل أن نحكم. وعلينا بالأكثر أن نحاسب أنفسنا جيدًا لنعرف ما هي أخطاؤنا، وكيف سقطنا فيها، وكيف ننجو منها ولا نعود اليها.

5) تنقية الداخل:

داخلنا أثقال قد تؤدي إلى الغرق، لذلك علينا أن ننقي داخلنا «قلبًا نقيًا اخلق فيّ يا الله»، نلقي ما في القلب من خطايا وشهوات وأتعاب، مثلما فعل البحارة.

6) الرحمة:

كما فعل البحارة مع الخاطئ يونان حينما حاولوا إرجاعه إلى الشاطئ، «طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون».

7) تغيير السلوك:

كما فعل أهل نينوي، رجع كل واحد عن طريقه الردية، وعن الظلم الذي في أيديهم، لذلك رحمهم الله.

وكل صوم وأنتم بخير...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx