تاثير الرهبنه القبطيه علي العالم
نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام
25 يناير 2013 - 17 طوبه 1729 ش
كان للفكر الرهباني في الكنيسة القبطية في مصر القوة التي أثّرت على الكثيرين من الراغبين في الحياة الرهبانية، سواء في داخل مصر أو خارجها. الأمر الذي دعا بعض المتبتّلين من الخارج، منهم مؤرِّخون عظام ومن أمثلتهم "بلاديوس" الذي كتب عن رهبان مصر في كتاب يُدعَى "فردوس الآباء"، وأيضًا مؤرِّخ آخر يُدعى "روفينوس" الذي جاء وكتب عن نساك مصر، وأشهرهم يوحنا الأسيوطي، وكثير من النساك في وادي النطرون. ويُذكَر أن "يوحنا كاسيان" قد زار منطقة "بحيرة المنزلة" وتقابل مع النساك هناك وأشهرهم الأب "إبراهيم" والأب "شيرمون" وقد سجل زيارته هذه في كتاب "المناظرات". ويُذكَر أن البابا أثناسيوس الرسولي قد لعب دورًا هامًّا، في نشر الرهبنة القبطية خارج مصر من خلال كتاب "حياة الأنبا أنطونيوس"، وقد قال العلّامة "جيروم" عن ذلك: "إنه لما ذهب الرسولي أثناسيوس إلى روما، أخذ معه موجز سيرة القديس أنطونيوس الذي كان قد كتبه، وأن أناسًا بعد ما قرأوا السيرة هجروا العالم وترهّبوا"،لذلك وفد إلينا "مكسيموس ودماديوس" و"أرسانيوس" ورهبان من إسبانيا واليونان، وسريان وأحباش ونوبين.
ويُذكَر أن القديس "يوحنا ذهبي الفم" جاء إلى مصر في بداية حياته وزار الرهبان في صحاريها، وقال قوله المشهور: "إني زرتُ مصر فرأيت ملائكة أرضيين بل قل إنهم بشر سمائيون". كذلك القديس "أغسطينوس" قد عرف طريق الرهبنة بعد ما قرأ حياة الأنبا أنطونيوس، وقد أسّس ثلاثة أديرة في هيبو وتاجست بالجزائر، وكانت قوانينهم علي حسب قوانين رهبنة الأنبا أنطونيوس. ومن ناحية أخري خرج رهبان منهم من تتلمذ على يدي "الأنبا أنطونيوس"، و"الأنبا باخوميوس" أب الشركة، والقديس "مقاريوس الكبير"، وذهب بعضهم إلى بلاد الرافدين كالقديس "أوجين"، والبعض الآخر إلى جبال سوريا ولبنان وجزيرة قبرص كالقديس "إيلاريون"، ومنهم من ذهب إلى فلسطين وهو القديس "برصنوفيوس المتوحد". ومن المعروف أن كل رهبانيات هذه البلاد قائمة على القوانين الرهبانية للأنبا أنطونيوس أب الرهبان. أمّا الأب "بندكت" في إيطاليا والأب "باتريك" في إنجلترا فقد أسّسا أديرة حسب قوانين الأنبا باخوميوس أب الشركة.