اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة السابعة والأربعون15 نوفمبر 2019 - 5 هاتور 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

كونوا رجالًا -  عظة الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٩م من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس الأنبا بيشوي ببيت الكرمة بكنج مريوط

قداسة البابا تواضروس الثانى

15 نوفمبر 2019 - 5 هاتور 1736 ش

أريد أن أتكلم معكم اليوم عن "الرجولة الروحية".. والوصية تقول: «كونوا رجالاً» (1كو16: 13). وأرجوكم أن نأخذ الفكر الروحي للأحداث في سفر الخروج، حيث يقول موسى النبي ليشوع: «انتخب لنا رجالًا واخرج حارب...» (خر 17: 9). وداود النبي يوصي سليمان ابنه أن يتشدد ويكون رجلًا (2صم2:2).

الرجولة الروحية لكل الفئات، فالقديس أبانوب النهيسي كان طفلًا، لكنه يُعتبَر رجلًا.. ونحن حين نحتفل بعيد النيروز، نحتفل بالرجولة الروحية، فشهداؤنا كانوا رجالًا..

فما معني كلمة رجل؟

أولاً: هذه الوصية مُوجَّهة للإنسان المسيحي عمومًا، وغير مرتبطة بالسن.. موجّهة لحالة النضوج الروحي جيدًا. والرجولة ليست في الاستشهاد فقط، بل في الحياة كلها، وكنيستنا كنيسة أبطال، تحكي هذه البطولة بكل معانيها، ونذكر منها:

1- عدم الانسياق وراء التيارات:

إنسان لا ينساق وراء التيارات.. الذي لم يصل للنضج يذهب يمينًا ويسارًا.. هو ضعيف، ومع تغيُّر الظروف لا يعرف كيف يسير.. لكن كن أنت رجلًا، إنسانًا ذا شخصية، شخصًا ممتلئًا له شخصيته، صاحب مبادئ في حياتك مثل يوسف الصديق الذي جعل مبادئه قانون حياته، شخصًا يفكر وفي نفس الوقت يعلم طريقه.. وفي زماننا هذا فإن أخطر ما يواجهنا هو "التوهان" في الحياة.. فأين إفرازك؟

2- حياة الشكر:

الناضح روحيًا يتجنب التذمر. استفانوس وقت الرجم كان في منتهي الشكر، فهل أنت متذمر؟! كثيرًا ما نشتكي من حياتنا، لكن الحياة بها إيجابيات كثيرة، ولم نسمع شهيدًا ينطق بكلمة خارجة، بل كانت لهم نفسية رائعة... فعش بالشكر.

3-حياة الأمانة المطلقة:

الأمانة بينك وبين إلهك في كل شيء، فهل تعيش بالأمانة؟ أحد الضعفات بيننا هي "الفهلوة"، وهي لا تبني الإنسان ولا الشعب ولا الكنيسة ولا الخدمة، ولا تصل بنا إلى السماء، فإذا لم تكن أمينًا لم يكن لك ملكوت السموات، والسماء تعتمد عليك لتكون شاهدًا لها.

ما علاقة كل هذا بنا؟ تعالوا نعرف صفات الرجولة...

1- الشهامة: أي مستعد للبذل.. والمسيح بذل نفسه لأجلنا جميعًا.

2- الشجاعة: الانسان الذي لا يواجه الصعاب والذي يهرب لا يكون رجلًا. الرجولة بها شكل الشجاعة، والذي يعتمد على ذراعيه والقوة البدنية، ليست هذه رجولة. الرجولة شجاعة، والإنسان يستطيع أن يواجه أعتى المواقف معتمدًا على نعمة الله.

3- القيادة: الرجل رأس الأسرة، أي أنه يقود، والمرأة قلب الأسرة. والقيادة هي شخص لديه إمكانيات تنظيم العمل في كل شيء. السيد المسيح له المجد اختار اثني عشر تلميذًا، وأقامهم معه، وتعبوا معه، وأرسلهم ليكرزوا، وأخذهم معه في كل مكان وكل مناسبة، كان قائدًا لهم.. القيادة تعني القدرة على النظام، بينما الفوضى هي إحدى الضعفات التي لا تبني، والله خلق الدنيا بنظام، والحياة تعيش بنظام، فعلّم نفسك أن تكون منظمًا.

4- الجدية: الشخص الواضح الذي يؤدي واجبه، واضح في خدمته، ويعرف كل شيء. والجدية هي العمل بكل إخلاص، والذي يعيش الجدية حياته تكون مرتبة.

هكذا فسمات الرجولة هي الشهامة، الشجاعة، القيادة، الجدية.

أمّا بالنسبة للشابات

الأنوثة ليست الميوعة، بل أن الوصية «كونوا رجالًا» موجّهة لهن أيضًا، وصفاتها:

1- الرقة: أي الرقه في التعامل، فمثلًا مهنة التمريض تعمل بها الإناث لأنها تحتاج للرقة والإنسانية، وفي حالة الغضب لا يخرح من فمها كلمة غير مضبوطة.

2- العاطفية: أي القلب الممتلئ من العاطفة، والعاطفة هي الانفعال ناحية الآخر، وأن تئن أحشاء الإنسان ناحية الآخر، وهذه صفة هامة في المرأة، أي العاطفة والانفعال للآخر.

3- الجمال: لا أقصد جمال الوجه الذي يتغير مع تقدم العمر، بل جمال الطباع والحضور، فليس الجمال هو الجمال الجسدي فقط بل جمال الطباع والقلب.

4- التضحية: الأم تضحّي بالوقت والصحة والحياة. عنصر التضحية الكاملة لدي الأم.

كل هذه الصفات تكوّن شكل الإنسان الذي يعيش البطولة الروحية، وكنيستنا كنيسة أبطال، واليوم (18 سبتمبر) نحتفل بالقديسة رفقة، بطلة هي وأولادها. نحن لم نحكِ حكايات للبطولة حدثت في الماضي فقط، ولكنها مستمرة في حياتنا ونعايشها.

نحن في زمن غريب، وأنتم كشباب نشأتم في مصر ولكم تاريخ عريق توخّوا الحذر من الضعفات مثل:

1- الإلحاد: كيف أقول إنه لا يوجد الله، والمسيح قال «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»؟ فالذي يعيش بدون الله حياته بلا معنى.

2- احذر التشبّه بالجنس الآخر: أنت رجل وأنتِ امرأة، في البطولة الروحية الصفات الأساسية تكوّن المجتمع.

3- احذر التعلق بنفس الجنس "المثلية الجنسية": في العالم الآن هذا متاح، والأخلاق والمبادئ تُباع بالمعونات الاقتصادية. انتبه! يجب أن تكون لك صداقات عفيفة نقية ترفعنا للسماء.

4- احذر كراهية الجنس الآخر: مثلًا تأخّر سن الزواج، فالله خلق آدم وحواء وتوّج بهما البشرية، وعمل الصورة الجميلة للكنيسة والأسرة.

الخلاصة:

نحن نعيش البطولة الروحية «كونوا رجالًا»، نعيشها بالحياة والتطبيق. ومفهومنا عن الرجولة الروحية يكون واضحًا لنا كلنا، فكن إنسانًا يُعتمد عليه في أي شيء. ونحن نعيش هذه الأيام احتفالات النيروز، نقدم مفهومًا كيف يكون الإنسان رجلًا بالمعني المفهوم. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx