لمحة عن دير بنات مريم في بني سويف

نيافة الأنبا غبريال

قام بتأسيس هذا الدير مثلّث الرحمات المتنيح أنبا أثناسيوس مطران بني سويف 1962-2000 في منتصف الستينيات من القرن الماضي، بتوجيهات من المتنيح البابا كيرلس السادس والذي أشرف على كل شيء في الدير، حتى شكل الزي بالياقة البيضاء والتي أصرّ عليها قداسته حتى تميّز بنات مريم عن باقي مكرّسات الكنيسة القبطية. وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذا الدير هو التنمية الشاملة، وخدمة الفئات الخاصة، ومَنْ ليس لهم أحد يذكرهم والتي كان المتنيح الأنبا أثناسيوس له الرؤية السابقة والثاقبة في هذا المجال. ومن هذا الوقت أخذ الدير في النمو إلى أن أصبح كيانًا هائلاً، وأصبح له ثلاثة فروع ضخمة في القاهرة: في المقطم والمطرية وعزبة النخل. وبعد نياحته أصبحت فروع القاهرة أصولاً بقرار من المتنيح البابا شنوده الثالث، وتابعة له روحيًا وإداريًا، وقام برسامة بعض الأخوات فيها.
ويتميّز دير بنات مريم حاليًا بأنه نظام ما بين الرهبنة والتكريس، أو ما يسمّونه بـ"الرهبنة الخادمة"؛ بمعنى أن الأخت في هذا الدير تُسمّى "تاسوني"، وترتدي ملابس المكرَّسات وتخدم في العالم، وفي نفس الوقت هي داخل الدير، ومرتبطة بنظام رهباني يتمثّل في أسوار وقلالي وكنيسة وجرس نصف الليل وتسبحة وقداس يوميًا، ورئيسة مسئولة عن الأخوات، وكيان قائم بذاته تمامًا.
ونظام القبول في الدير – والذي أصبح بالغ الصعوبة، الأمر الذي جعل المقبولات لا يتعدين الواحدة سنويًا – يمر بمراحل أربعة: المرحلة الأولى هي مرحلة "التردّد"؛ وفيها تتردّد الأخت على الدير بعد قبولها ابتدائيًا لعدّة شهور، ثم يتم قبولها نهائيًا فتدخل في المرحلة الثانية، وتستمر بملابسها الملونة ولكن مع إقامة كاملة في الدير لمدة سنة تقريبًا، بعدها تدخل في المرحلة الثالثة وهي ما أَطلَق عليها الدير اسم "العهد الأول" فيقوم رئيس الدير بالصلاة عليها صلاة خاصة، وترتدي اللون البيج، وتُسمّى "أختًا تحت الاختبار" لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، بعدها تُرسَم وترتدي اللون الرمادي، وتدخل في المرحلة الرابعة والنهائية.
ويقوم الدير بخدمات متعدّدة في الإيبارشية؛ فهو يقوم بخدمة خاصة في مدارس سان مارك للغات ومدارس التوفيق الخاصة، وخدمة المستوصفات ومستشفى السلام وأخرى تحت الإنشاء، وخدمة التنمية الشاملة من خلال الجمعيات التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية، وخدمة المؤتمرات في مراكز الرياضة الروحية في بياض وسدمنت، وخدمة الخروف الضال، والنذيرات، وبيوت الطالبات، والحضانات، والفئات الخاصة، والمسنين، والنظم الإدارية في المطرانية، ومراكز الكمبيوتر، ومزرعة خاصة بدير الميمون، بالإضافة إلى خدمات خاصة داخل الدير.