اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السنة 4817 يناير 2020 - 8 طوبه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 1-2

اخر عدد

بمناسة عيد الغطاس المجيد - مفهوم التجديد

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

17 يناير 2020 - 8 طوبه 1736 ش

حين قال نيقوديموس معلم اليهود للسيد المسيح: «يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلمًا، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل الآيات التي تعمل أنت إن لم يكن الله معه» وواضح من هذه الكلمات أن نيقوديموس لا يعرف السيد المسيح مَنْ هو!.. فرد السيد المسيح قائلًا له: «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله» (يو1:1-3).

وهذا الرد غير مباشر يؤكد أمرين:

1- مَنْ أراد أن يعرف المسيح لابد أن يتجدّد داخليًا وذهنيًا لكي يدرك ملكوت الله من خلال مسيحنا القدوس.

2- أن الرب يسوع هو الوحيد الذى يقدر أن يحدثنا عن ملكوت الله، وهكذا قال القديس أثناسيوس الرسولي: "تجديد الطبيعة البشرية هي إحدى ضرورات التجسد الإلهي".

ولكن قد نتساءل: ما هو التجديد؟ وكيف يحدث في الإنسان؟ وما نوع هذا الفعل؟ وللإجابة على التساؤلات نقول: وراء هذا العالم المحسوس عالم آخر غير محسوس، فالكائنات لها درجة إشعاع يختلف كل كائن عن الآخر فالشحنات والأشعة تسيطر بما يُعرف (Remut Controle) فكل شيء ممكن التحكم فيه من بُعد عن طريق الشحنات في الفتح والغلق.. أقول هذا لأوضّح أن التجديد هو عمل روحي غير محسوس من خلال عمل الروح القدس والماء، ليولد الإنسان ولادة ثانية روحية تجدّد طبيعته المنسوبة لآدم الأول، ليصير تابعًا وعضوًا في كيان آدم الثاني كلمة الله المتجسد، الذي بكلمته «الحيَّة الفعّالة والأمضى من كل سيف ذي حدين ونافذة إلى مفرق النفس والمخاخ، ومميِّزة أفكار القلب ونياته» (عب4: 12)، فتسري كلمة الله كقوة تدخل في كيانه البشري، فتحرر وتساعد وتميّز وتحيي... الخ، فيحدث التجديد. ولكن توجد مشكلة وهي: أن الخطية توقف هذا التيار السرّي القوي، وهنا نجد الخدمة التي تقود إلى التوبة حتى يعمل روح الله لتغيير الإنسان من اتجاه الخطية إلى قبول النعمة الإلهية، وهذا هو جوهر عمل المسيح إذ خدم خلاص البشرية بافتدائها على الصليب وأحياها بالقيامة.. وبحلول روح الله في الإنسان تحقق ملكوت الله على القلب، فيرفض الخطية ويتمسك بالقوة االروحية.. حقًا إن التجسد حمل فعل إعادة ربط الإنسان بالله كمصدر أساسي لحياته الحقيقية إلى الأبد. وهنا ندرك أن الخدمة ليست مجرد كلمات أو معلومات أو إدارات، فكلها عوامل مساعِدة، ولكن الخدمة هي قيادة حَيَّة قوية للفكر والقلب بعمل الروح القدس "أنتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم".. فهو روح القداسة يحرق العمل الشيطاني وينخس القلب، كما حدث في كلام بطرس الرسول إذ حين تكلم آمن 3000 نفس، وتعمدوا بالماء والروح وحل عليهم الروح القدس بوضع اليد الرسولية عليهم.

والخلاصة: إن الخدمة الروحية والسرائرية تعمل على توجيه قوي من روح الله إلى القلوب الضعيفة والبعيدة عن الله، فتتحول إلى قلوب قوية في حب الله وحب الخير وحب الغير، وتتحول كل وسائل الخدمة إلى قوة مستثمرة لعمل الروح القدس الذي يؤدّي عمله من خلال كلمات الله على لسان خدامه الأمناء، فيستخدم الشحنات الروحية للتغيير كما حدث مع موسى الأسود ومريم المصرية وأغسطينوس وبائيسة، وكل مَنْ تحول من العثرة إلى القداسة والسيرة الفاضلة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx