اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4827 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

بمناسبة عيد نياحة القمّص بيشوي كامل هذا الشهر الكنيسة وتحدّيات العصر

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

27 مارس 2020 - 18 برمهات 1736 ش

+ الكنيسة.. هي التي تتحدّى العالم والعصر. وأوّل مَن تحدّى العالم هو ربّنا يسوع قائلًا: «ثقوا أنا قد غلبت العالم».

+ نتيجة لضعف الإيمان بدأ المسيحيّون يظنّون خطأ أنّ العالم سيغلبهم، ونسوا أنّ الرب يسوع قد غلب العالم.

+ على الكنيسة أن تقوِّي إيمان أولادها، حتّى يُصبحوا أقوياء وأشدّاء أمام تيّارات العالم، كالأمّ التي تُعلِّم ابنها كيف يمشي، وبعد ذلك تتركه يمشي وحده في الطريق.

+ يجب على الكنيسة أن تسهر على ذبيحة إيمان أولادها (في2: 17)، وتُقدّم لهم المسيح ليحيوا به -المسيح الذي غلب العالم- ثمّ تتركهم يخرجون للعالم وحياتهم مستترة مع المسيح في الله (كو3: 2)، بإيمانٍ أنّ الذي معهم أقوى من الذي في العالم (1يو4:4).. لا يواجهون العالم بذواتهم، بل بالمسيح الذي فيهم..!

+ إيماننا يعتمد على أنّنا هياكل للروح القدس (1كو6: 19). فنحن حاملون المسيح في حياتنا.. هذا الإيمان يعني أنّنا صِرنا أكثر من أنفسنا. يعني أنّ هناك إضافة إلهيّة غير محدودة لبشريّتنا المحدودة.

+ نحن نؤمن أنّ الله التحم بطبيعتنا "أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له"، ونحن نؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح بعد الاتّحاد بجسد بشريّتنا. هذا الإيمان يجعلنا نؤكّد أنّنا نعمل أعمال المسيح وأعظم منها (يو14: 12).. كيف ذلك، وكيف يكون أعظم منها إلاّ بالمسيح الحالّ فينا..!

+ الإنسان العادي إرادته تقف عند حدّ معيّن. أمّا المسيحي فالإرادة عنده تساوي إرادته الضعيفة مُضافًا عليها إرادة الله فيه. وهنا يرتفع مستوى إرادتنا إلى مالا نهاية، إلى الموت. الإرادة المسيحيّة تصل إلى الذبّح، «من أجلك نُمات كلّ النهار، قد حُسِبنا مثل غنمٍ للذبح» (رو8: 36). فالمسيحي هو كالخروف المُقاد للذبح، له إرادة مُضافٌ إليها إرادة رئيس إيماننا ومكمّله يسوع (عب12: 2).. إرادة لا نهائيّة.

+ الطهارة والقداسة في المسيحيّة هي قداسة الله اللانهائيّة الساكن فيّ، مُضافًا إليها جهادي الضعيف جدًّا من أجل القداسة، فأصير قدّيسًا بالمسيح الحالّ فيّ. لذلك فاللقب المُعطى للمسيحيّين هو "القدّيسون". والقداسة ليست إمكانيّات بشريّة، بل وجود الله القدّوس في حياتي. إذًا نحن قدّيسون، والتنازُل عن هذا اللقب ليس تواضُعًا، بل قلّة إيمان بوجود الروح القدوس في حياتي.. هذه الإضافة اللانهائيّة لا تزيد أو تقلّل من ذاتي المسكينة شيئًا.

+ الخوف.. يعني عدم الإحساس بوجود المسيح فينا. بمعنى نسيان أنّنا مسيحيُّون، وأنّ حياتنا مستترة مع المسيح في الله (كو2: 3). الإيمان بوجود الله في حياتنا، وأنّنا في ملكيّة المسيح، وأنّه اشترانا بدمه، هذا الإيمان هو العلاج الوحيد لمرض القلق والخوف.. الخوف من الموت هو نسيان أنّنا أخذنا المسيح «مَن يأكلني فهو يحيا بي» (يو6: 57). الاتحاد بالمسيح -الحياة الأبديّة- هو العلاج الوحيد لعدم الخوف من الموت.

+ بهذه القوّة الجبّارة الداخليّة يخرج شبابنا وأطفالنا ليتحدّوا إغراءات العصر. ليس عندنا شاب أو شابّة تحرّكها الرياح كالقصبة وراء موضات العالم وإغراءاته، بل عندنا بوتامينا العفيفة، ومارجرجس الشجاع الطاهر... الكنيسة كلّها في شُبّانها وشَابّاتها بروح المسيح الساكن فيهم طاهرة كالشمس، مُشرِفة كالصباح، جميلة كالقمر، مُرهِبة كجيشٍ بألوية (نش6: 10).. كلّهم أقوياء، لا يَرهَبون تحدّيات العصر، بل يُرهِبون العالم بقداستهم وشجاعتهم وطهارتهم كجيشٍ بألوية.

[عن كتاب "ذبيحة إيماننا" - المقالة الأولى - للمتنيّح القمّص بيشوي كامل]


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx