اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الدخول الملوكي إلى أورشليم

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

10 أبريل 2020 - 2 برموده 1736 ش

تحتفل الكنيسة هذا الأسبوع بتذكار دخول ربنا يسوع المسيح إلى مدينة أورشليم قبل أحداث صلبه بأيام قليلة. ولهذا اليوم أهميته في نظام الكنيسة وطقسها، فكنيستنا تعتبر هذا اليوم هو أحد الأعياد السيدية الكبرى، ذلك لأن أهمية هذا اليوم تأتي من إعلان الرب يسوع ذاته ملكًا على قلوب أولاده. وتبدأ رحلة هذا الإعلان بدخوله الملوكي إلى أورشليم، وتنتهي باستعلانه مخلصًا وفاديًا على عود الصليب، قاهرًا للموت بقيامته المقدسة باكر أحد القيامة. ويأتي أحد الشعانين بكل بهجته، سابقًا ليوم الجمعة العظيمة، تذكار تعليق الرب يسوع على الصليب لأجل خلاص البشرية، وذلك حتى لا يفقد التلاميذ ولا الشعب الرجاء ولا الثقة ولا الإيمان في شخص الرب يسوع. فهو وإن تألم ومات، إلّا أنه الملك الحقيقي الذي جاء لكيما يملك على قلوب كل البشر، كل من يقبله منهم. ففي هذا اليوم أعلن الرب يسوع نفسه أنه هو الملك الحقيقي الذي أتى من أجل خلاص البشرية كلها.

وليوم أحد الشعانين أيضًا أهميته التاريخية: فعنه تنبأت كتب العهد القديم «لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعًا متواضعًا راكبًا على أتان وجحش ابن أتان» (يو12: 15)، كما تنبأ سفر المزامير أيضًا «من أفواه الأطفال والرضعان هيّأت سبحًا» (مز8: 2). ففي دخول ربنا يسوع إلى أورشليم تحققت نبوات العهد القديم عن شخص الرب يسوع، الذي يدخل إلى أورشليم ليس كملك أرضي يبتغي الملك والسلطان، لكن كملك روحي يملك على القلوب. كما تظهر أهمية هذا اليوم التاريخية أيضًا أن فيه تنبأ الرب يسوع عن خراب أورشليم، وهو بذلك يعلن عن انتهاء الكهنوت اليهودي وزوال المملكة اليهودية التي أساسها البنوة الجسدية لأبينا إبراهيم، ليقيم مملكة جديدة تشمل كل الأجناس والشعوب، مملكة المسيح الروحية التي تشمل كل العالم.

ولليوم أيضًا أهميته الروحية: لأن دخول الرب إلى اورشليم كملك كان إشارة لملك الرب يسوع المسيح على القلوب. كانت الجموع اليهودية تنتظر أن يملك يسوع ملكًا زمنيًا ليخلصهم من أعداء أمتهم اليهودية، لكن يسوع مرارًا كثيرة أعلن أن مملكته ليست من هذا العالم (يو18: 36). كان الرب يسوع -في نظر الكثيرين- مستحقًا أن يجلس على كرسي داود ملكًا، حتى ظنوا أنهم سيأتون ويختطفونه ويجعلونه ملكًا، لكن يسوع كان يمضي منفردًا إلى الجبل وحده رافضًا هذا المُلك. لكنه في هذا اليوم أعلن أنه جاء لكيما يصير ملكًا على قلوب الذين يقبلونه.. لذلك نحن نصلي في كل صلواتنا "ليأتِ ملكوتك" لكي يملك الرب يسوع روحيًا على قلوبنا وحياتنا.

واليوم لا تزال الكثير من الأمور في العالم تتصارع لكي ما تملك على قلوب البشر: الجنس وحروبه، والإدمان وخطاياه، والفراغ الروحي الذي يفقد الكثيرين فرحهم، والعنف بكل صوره... وفي يوم دخوله إلى اورشليم نسأل أنفسنا: هل هناك ما يملك على حياتي وفكري أو أعمالي أو كلماتي سوى الرب يسوع؟!

في هذا اليوم نحتاج أن نسلّم حياتنا للرب كملك لكي يملك في داخل قلوبنا، يملك على حياتنا وبيوتنا وعلائلاتنا، وفي كنائسنا وخدماتنا، وعلى أوقاتنا، وفي علاقاتنا، فنستطيع أن نخلص لأنه ليس بأحد غيره الخلاص. ولنطلبه ونناجيه: "عرِّفنا يا سيد أين نحن من الطريق"، ولنصرخ نحوه طالبين: "لتملك أنت وحدك على قلوبنا، فلا نُستعبد لخطايا وانحرافات كثيرة"، ولنبتعد عن كل الأسباب التي تسوقنا للخطية: الأصدقاء والقراءات والبرامج والمشاهدات التي لا تليق. ولنثق أن نعمته تستطيع أن تغيّرنا وتسندنا وتحرّكنا لكي لا يكون هناك من يملك على قلوبنا سواه. فنحن في هذه الضيقة نتكل عليك، ونترجى خلاصك، ونستقبلك في هذا اليوم بفرح لتملك على قلوبنا صارخين نحوك: مبارك الآتي باسم الرب. مباركة مملكتك التي أقمتها في قلوبنا.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx