اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4824 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

عيد النجاح

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

24 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش

في هذا العام نود أن نتكلم عن عيد القيامة المجيد أنه عيد النجاح...

1) نجاح في إتمام المهمة:

في الحقيقة أن هذا اليوم هو ظهور النتيجة بالنجاح الساحق الباهر لخطة الرب.. الصبر حتى تمت المهمة التي استغرق تنفيذها ما يزيد عن 5500 سنة.. فحينما سقط آدم وحواء في الخطية وتم طردهما، وتم الوعد بأن «نسل المرأة يسحق رأس الحية»، وبدأ الرب في تنفيذ هذا الوعد ولكن بطريقة منظمة هادئة.. بدأ يجهّز الناس لتقبُّل تنفيذ الوعد بالناموس والأنبياء، بالطقوس والرموز والإشارات والنبوات، إلى أن تهيّأ الوضع لتقبُّل رب المجد المتجسد.. وجاء الرب مولودًا من أمرأة تحت الناموس ليعتقنا من عبودية الشيطان والخطية. وفي نهاية المهمة التي جاء من أجلها صُلِب على الصليب ومات عنّا. وانتظر البشر إتمام هذه المهمة بالنجاح وهو القيامة من الأموات لتكتمل الفرحة.. وفعلًا.. قام الرب من الأموات ليثبت نجاحه في إتمام المهمة التي جاء لأجلها.. فقد مات وماتت معه البشرية، ثم قام وأقامنا معه وأصعدنا معه وأجلسنا معه في السماويات.. وبذلك نجح ونجحنا معه.

2) نجاح في ضبط النفس:

في الحقيقة إن ضبط النفس يحتاج إلى مجهود ضخم وقوة كبيرةـ فما أسهل أن تُثار، وما أسهل أن ترد الإساءة، وما أسهل ان تترك حواسك تأخذ رد فعل لكل فعل.. ولكن ما أصعب ضبط النفس والأعصاب، والتحكم في الحواس حتى لا تخطئ ولا ترد الشر بالشر. ليتنا نتعلم من السيد المسيح كيفية ضبط النفس، فقد احتمل طوال حياته الإهانة من اليهود ورؤسائهم، واحتمل في مقابلة الذين جاؤا للقبض عليه وعالج أذن ملخس، واحتمل في أثناء المحاكمات وتوجيه الاتهامات الباطلة، واحتمل في مواجهة تلاميذه بعد القيامة هؤلاء الذين تركوه في آلامه وتخلوا عنه.. كان في إمكانه بعد قيامته أن يعاقب كل هؤلاء ولا يستطيع أحد أن يمسكه، ولكنه ضبط أعصابه.

3) نجاح في تحويل الحزن إلى فرح:

لا شك أن الحزن قد عصر قلب العذراء وكل التلاميذ، وعاشوا أحلك لحظات حياتهم من مساء خميس العهد حتى قيامة السيد المسيح من الأموات. وإن كان الحزن بسبب موته، فقيامته نجحت في تحويل الحزن إلى فرح، وقد وعد السيد المسيح تلاميذه قائلًا: «فأنتم كذلك عندكم الآن حزن، ولكني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم» (يو16: 22). كم يكون فرح الإنسان حينما يُشفى مريض له، أو يخرج محبوس، ولكن كم تكون الفرحة إذا قام له ميت.

4) نجاح في تحطيم فكرة الموت:

إن تكلمتَ كثيرًا عن الموت وتفاهته وعدم قيمته وعدم سطوته وسلطانه... لا يمكن أن تثبت ذلك عمليًا، ولكن حينما ترى السيد المسيح القائم من الموت سوف تعيش كل ما قيل عن تفاهة الموت، فالموت أمام القيامة قد بدا ضعيفًا مُحطّمًا لا قيمته له ولا معنى، وهو الذي كان يزهو متفاخرًا على كل الناس، أين هو من القيامة؟ أين ذهب؟ لذلك رأينا من يقول «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتكِ يا هاوية؟»

5) نجاح في إظهار الحياة الأبدية:

إن السيد المسيح تكلم بأمثال كثيرة جدًا عن الحياة الأبدية، ولكن أظن إن القيامة ورؤية التلاميذ لها جعل فكرة الأبدية حقيقة ملموسة صادقة..


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx