اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4824 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

يوم بوق وهتاف (2)

نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية

24 أبريل 2020 - 16 برموده 1736 ش

استعرضنا في المقالة السابقة بعض المواضع التي تحدثت عن البوق في الكتاب المقدس. وأول حادثة تحدث فيها كتاب عن البوق كانت عند نزول الرب على جبل سيناء لأول مرة أمام جميع الشعب: «وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدًا. فارتعد كل الشعب الذي في المحلة... فكان صوت البوق يزداد اشتدادًا جدًا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت» (خر19: 16-19). وكان أيضًا صوت البوق المدخل لرؤيا يوحنا اللاهوتي: «كنت في الروح في يوم الرب وسمعت ورائي صوتًا عظيمًا كصوت البوق قائلًا...» (رؤ1: 10). وما بين بوق الرب على جبل سيناء وبوقه في جزيرة بطمس توالى ذكر الأبواق في الكتاب في مناسبات عديدة: أثناء تقديم الذبائح، الاحتفالات والأعياد، الاحتفال بيوم الكفارة، الحروب، المناداة على الشعب، مسح الملوك وتنصيبهم، السير أمام تابوت العهد، استدعاء الجنود، التنبيه للخطر، تكريس هيكل سليمان، العبادة والتسبيح في الهيكل، تدشين نحميا لأسوار أورشليم، إسقاط أسوار أريحا، قيامة الأموات من بين القبور في الدينونة الأخيرة، المجيء الثاني للسيد المسيح على السحاب.

لقد كُلِّف الكهنة دونًا عن اللاويين في العهد القديم بالنفخ في الأبواق، أما في أحداث سفر الرؤيا والمجيء الثاني فالملائكة هم المكلّفون بهذه المهمة الجليلة، ومن المعروف أن الملاك سوريال يلقب بالمبوِّق لأنه هو الذي سيبوق في اليوم الأخير.

والآلات الموسيقية المستخدمة في الهيكل كانت مُقسّمة إلى ثلاث مجموعات: آلات وترية، وآلات نفخ، وآلات ضرب. والبوق كان أحد آلات النفخ مع المزمار، والناي.

والسؤال الذي لابد أن يطرح نفسه الآن هو: لماذا البوق بالذات في إعلانات الله للبشرية، وفي الأحداث الجوهرية مثل استلام الشريعة ورؤيا يوحنا؟ لماذا اختار الله أن يستخدم آلة نفخ دونًا عن باقي الآلات؟ ولماذا الكهنة والملائكة فقط هم نافخو الأبواق؟ وما هو البوق وعمله في مسيرة جهادنا اليومي؟

عندما وصف بولس الرسول ما حدث على جبل سيناء قال: «وهتاف بوق وصوت كلمات... وإلى وسيط العهد الجديد يسوع... الذي صوته زعزع الأرض حينئذ» (عب12: 19-26) استخدم كلمة هتاف بوق وهي نفس الكلمة المستخدمة في وصف حلول الروح القدس يوم الخمسين: «وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة» (أع2:2). من هنا ندرك أن النفخ في البوق الذي صاحب كل الأحداث المهمة في الكتاب المقدس كان رمزًا جليًا لعمل ونفخة الروح القدس في تلك الأحداث، بينما كان صوت البوق نفسه رمزًا للابن كلمة الله. فالروح القدس كان ولا يزال يذكّرنا بكل ما قاله المسيح كلمة الله لنا. وهو بمثابة المنذر الذي لا يكف عن تنبيهنا ليلًا ونهارًا، ليس فقط من خلال الوصية ولكن أيضًا من خلال الأحداث اليومية، فإن ثقلت آذاننا يعلو صوت تنبيهه من خلال بوق التجارب والأمراض والأوبئة لكي يخلّص على كل حال قومًا!!


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx