اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4826 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

سفيرٌ في سلاسل

نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام

26 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش

عندما وقف القديس بولس ليُحاكَم أمام فيلكس الوالي، رفع يده محتجًّا: «إلَى قَيصَرَ أنا رافِعٌ دَعوايَ!» (أعمال 25: 11)، وهنا لم يجد الوالي مفرًّا من إرساله إلى روما ليُحاكَم هناك أمام القيصر، إذ كان من حقّ أيّ مواطن روماني أن يطلب محاكمته أمام القيصر ذاته والذي كان يسرّه ذلك بالطبع إذ يشعره بثقة الشعب فيه وعدله. غير أن القيصر لم يكن مستعدًا دائما للجلوس لينظر قضايا الشعب، ومن ثَمّ تتراكم القضايا ليصبح العدد ضخمًا ينظره على فترات متباعدة. ولذلك فقد سُمِح للقديس بولس أن يستأجر له بيتًا يعيش فيه، ريثما يأتي الوقت الذي يجلس فيه القيصر للقضاء وينظر فيه مظلمته. غير أن بقاءه في بيت استأجره (فيما يشبه الآن السجون المفتوحة) كان يستلزم وجود حارس روماني يلازمه عن طريق "قيد" يُربَط بين اليد اليمنى للأسير واليد اليسرى للجندي، في ورديات تتغير كل ثماني ساعات.

كان الجندي بطبيعة الحال ملتصقًا بالقديس بولس، فيسمع صلاته وتسبيحه وقراءاته في الكتب المقدسة، ويسمع كذلك العظات التي يلقيها على ضيوفه وردوده على أسئلتهم، ويسمع كذلك ما يمليه القديس من رسائل يرسلها إلى الكنائس.. فتكون النتيجة أن يتعلّق الجندي بالمسيح ويصبح مسيحيًا، أفما يكفيه من القديس بولس ثماني ساعات كاملة لصيقًا به، معايشًا له، مقدِّمًا له قدوة في القول والفعل؟! إذا لقد كان القديس يقدم للكنيسة ثلاثة مسيحيين في اليوم الواحد (هم جنود الورديات الثلاث)، فإذا كان قد مكث في ذلك السجن سنتين فقد قدم ألفي مسيحي وهو مسجون!! أمّا أولئك الجنود فقد كانوا من الحرس الإمبراطوري، وهو الكتيبة التي تحتلّ ثكنة عسكرية بجوار القصر الإمبراطوري، والمنوطة بحراسة القصر ومدينة روما. وكان كل جندي بطبيعة الحال يتحدث مع من حوله عن خبرته الجديدة مما أسهم في نشر المسيحية في روما. وهناك إشارات إلى مثل ذلك في بعض رسائل القديس بولس «يُسَلِّمُ علَيكُمْ جميعُ القِدّيسينَ ولا سيَّما الّذينَ مِنْ بَيتِ قَيصَرَ» (فيلبي4: 22).

«الّذي لأجلِهِ أنا سفيرٌ في سلاسِلَ، لكَيْ أُجاهِرَ فيهِ كما يَجِبُ أنْ أتَكلَّمَ»

(أفسس6: 20)




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx