اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4826 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

هل يمكن أن يكون الله علّة الألم والمرض؟! (1)

القمص بنيامين المحرقي

26 يونيو 2020 - 19 بؤونه 1736 ش

يجتاز العالم تجربة ألمّت بالجميع دون فارق، وهو فيروس Covid-19. وأودّ أن أوضّح موقف الله من هذا الوباء...

الإنسان مخلوق على صورة الله: عندما خلق الله الإنسان، خلقه على صورته، وهذا يتضمن أنه بغير فساد، كما نصلي في صلاة الصلح: "يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد". أي أن حالة الإنسان الأولى التي خُلِق عليها كانت غير متجهة ناحية المرض والموت، لكنها كانت قابلة للمرض والموت، بحكم طبيعتها المخلوقة المُركّبة. وعندما سقط أبونا آدم وخالف الوصية، استوجب الحكم «مَوْتًا تَمُوتُ» (تك2: 17). وتسلّل الفساد إلى الطبيعة البشريّة نتيجة الخطيئة. والمرض نوع من الفساد. يقول القديس كبريانوس: [منذ أن تعدّى الإنسان الوصية، فقد صحة الجسد وكذلك الخلود، ومع الموت دخل المرض، لذلك لا يمكن أن تُسترد الصحة قبل أن يُستعاد أيضًا الخلود، لذلك ينبغي دائمًا النضال والجهاد في هذه الحالة ضد الوهن والضعف الطبيعي للجسد] (On The Advantage Of Patience, Treatise 9: 17). وأيضًا فقد الإنسان سيطرته على الخليقة التي خُلق سيدًا عليها، وأصبحت العوامل الجوية والميكروبات ضارة له.

الله مصدر الشفاء لا المرض: نصلي في أوشية الإنجيل: [لأنك أنت هو شفاؤنا كلنا]، المرض بسماح من الله وليس بإرادته، الأمراض تتعارض مع إرادة الله في الخلقة، والكتاب المقدس لا ينسب المرض إلى الله، بل على العكس يتحدث عن الله كشافي لأمراضنا. فبعد تحويل (شفاء) الماء المر إلى ماء عذب في مارة، أعلن الله عن نفسه للشعب أنه هو الشافي، قائلًا: »إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ فَمَرَضًا مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ« (خر15: 26). ولكن ليس بدون دخل للإرادة الإنسانية، فهنا صيغة شرطية: «إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ ..». فالله هو مصدر الشفاء: «لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ»» (مز91: 5).

هدف التجسد الإلهيّ هو الشفاء: جاء في صلاة مسحة المرضى، طلبة الصلوة الأولى: [أيها السيد الرب يسوع المسيح ملك الدهور... أمنح الشفاء لعبدك الذي التجأ تحت ظلال كنفك لأنك أنت محب البشر]. فالشفاء الروحي والتوبة من الأعمال المتعلقة بالشفاء الجسدي. فالشفاء مرتبط بعمل المسيح الخلاصي فينا، ولهذا جاء السيد المسيح «لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ» (1يو3: 8)، ويمنحنا الشفاء: «بِحُبُرِهِ شُفِينَا» (إش53: 4، 5)، فكان «يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ» (مت4: 23، وأيضًا 9: 35).

ويعتبر القديس أثناسيوس الرسولى أن شفاء السيد المسيح للأمراض التي يخضع لها البشر، وطرد كل مرض وكل ضعف دليلًا على ألوهيته (تجسد الكلمة 18: 4)، وهذا يؤكده القديس كيرلس الإسكندريّ في شرح إنجيل يوحنا: [إن المخلع قد شُفى، والذي كان مريضًا منذ ثمان وثلاثين سنة. حقًا، عجيبة هي قدرة ذاك الذي شفاه، فهذا اقتدار وسلطان إلهيّ. فإن صانع العجائب العظيم هذا، لا يمكن لأحد أن يلومه ولو بالإحساس حينما يقول إنه هو الله، حيث أنه الابن في كل شئ للذي ولده].




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx