اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 يوليه 2020 - 3 ابيب 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

الآباء الرسل – خدمة معلمنا بطرس الرسول (2)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

10 يوليه 2020 - 3 ابيب 1736 ش

نستكمل هذا العدد الحديث عن خدمة معلمنا بطرس الرسول...

من دراسة سفر الأعنال أيضًا ندرك كيف أعطى معلمنا بطرس الرسول اهتمامًا خاصًا بخدمة المرأة، فيذكر عن خدمة طابيثا في مدينة يافا، وكيف أنها كانت تخدم الفقراء وكيف أنها كانت «ممتلئة أعمالًا صالحة وإحسانات كانت تعملها» (أع 9: 36)، وربما كان هذا أول ذكر لامرأة تعمل في خدمة الكنيسة بعد تأسيس الكنيسة يوم الخمسين. وكانت طابيثا تخدم كـ"تلميذة" ليس بنفس المعنى الذي نطلقه على التلاميذ الاثني عشر، فلم يكن للمرأة دور في الكهنوت أو خدمة الأسرار كما كان للآباء التلاميذ والرسل، ولكنها كانت تخدم خدمة المحبة العميقة متبعة وصايا الرب يسوع، فالمرأة كانت تخدم الفقراء، واحتياجات النساء والاشتراك في التسبيح مع الشعب، وكانت طابيثا تخدم بفرح دون انتظار لمديح أو مكافأة.

كما كانت خدمة معلمنا بطرس الرسول في يافا تُظهر منهجًا روحيًا في الخدمة، فقد ذَكَر الكتاب أن معلمنا بطرس الرسول قد انتقل من لدة إلى يافا عندما أخبروه بموت طابيثا، وهي كما قلنا مسافة ليست قليلة، فنحن نؤمن بالتعب والفرح بالتعب، فالخدمة ليست حسب استحساننا الشخصي لكن على الخادم أن يخدم مهما كانت ظروفه الشخصية، فقد كان الآباء يضعون ذواتهم عن الرعية، كما تظهر قصة إقامة طابيثا منهجًا خاصًا فقد اخرج معلمنا بطرس الجميع الذين كانوا يبكون وينوحون وجثا هو على ركبتيه وصلى، أما بعد أن أقامها «نادى القديسين والأرامل وأحضرها حيّة» (أع9: 41)، ومن هذا ندرك كيف كان حريصًا على مشاعر أولاده، وكيف أراد أن يحمل عنهم آلامهم، ويخفي دموعه وصراعه مع الله، فالآلام يحملها هو أمّا الأفراح فيدعو الآخرين ليشاركوه فيها. وهكذا اتبع كل الآباء البطاركة الجالسين على كرسي مارمرقس الرسول منهج الآباء الرسل، فاختاروا دائمًا ألّا يعرضوا رعيتهم للآلام بل يحملونها عنهم، فقد طلب البابا بطرس خاتم الشهداء الجند المقبلين لتنفيذ حكم الموت فيه أن يخرجوه من الباب الخلفي للسجن وينفذوا الحكم بعيدًا عن أولاده المجتمعين للدفاع عنه حتى لا يعرضهم للآلام.

كما كان معلمنا بطرس جيد الإصغاء لصوت الرب ومطيعًا لإرشاد الروح القدس، ففي قصة قبول كيرنيليوس للإيمان على يد معلمنا بطرس الرسول، نرى كيف كان الله يعده لقبول الخدمة بين الأمم، وكيف أطاع هو صوت الرب، فقد كان الآباء الرسل جميعًا حتى هذا الوقت متحيزين لفكرة الكرازة بين اليهود فقط، فهُم المدعوون بحسب اختيار الله في الأزمنة القديمة، أما بطرس فعندما أعلمه الرب بضرورة الذهاب إلى كيرنيليوس الأممي أطاع، وتفهّم أن الله لا يرى إنسانًا دنسًا أو نجسًا، وأكدت الرؤيا له ذلك، وكان ساكنًا عند البحر، ليتذكر دعوته للخدمة، وكيف حوّله الرب من صياد للسمك إلى صياد للناس، فتفهم كيف أن الله مستعد أن يعمل بالجميع ويقبل إليه الكل. فقصة إيمان كيرنيليوس كانت تحكي بصورة أخرى كيف كان معلمنا بطرس خادمًا طيِّعًا للرب ولروحه القدوس، متفهمًا لخطوات إعداده لقبول الكرازة بين الأمم، فلم يكن معاندًا، ولم يكن مندفعًا لأية خطوة إلّا بدعوة وتوجيه من الروح له.. وهكذا ينبغي أن يكون الخادم حساسًا لصوت الرب.

بركة آبائنا الرسل الأطهار تكون معنا وتعطينا أن نتشبّه بهم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx