اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4810 يوليه 2020 - 3 ابيب 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

«كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ» (يو17: 18)

نيافة الأنبا موسى

10 يوليه 2020 - 3 ابيب 1736 ش

- ونحن في أيام عيد الرسل، ومازلنا نعيش هذه الأيام في أجواء "وباء كورونا"، الذي يجتاح العالم كله، بفيروس صغير جدًا، لم يستطع العلماء أن يروه تحت أدق الميكروسكوبات الإلكترونية، التي تقوم بالتكبير آلاف المرات! وهذه هي المشكلة، بل أنه ينتشر في الهواء عن طريق التنفس لشخص حامل للمرض، ثم يدخل إلى الجسم ويتحول إلى كائن حيّ، يدمر كل ما حوله من أعضاء! ومن هنا تكمن خطورته.. ندعو الرب أن يرفع عن العالم كله هذا الوباء، بشفاعات هؤلاء الرسل القديسين. 

2- وطالما نحن على الأرض، علينا أن نسعى للحياة مع الله، وخدمة إسمه القدوس، وقال السيد المسيح عن تلاميذه: «كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ» (يو17: 18)

3- فالمسيحية لا تدعونا إلى الانسحاب، بل بالحري إلى الانتماء، فالانتماء إلى الوطن والمجتمع يشبع احتياجات عديدة فينا وهي : أ- الاحتياج الإنساني، ب- الاحتياج النفسي، جـ - الاحتياج الروحي.

4- لهذا فالمجتمع فرصة لتنفيذ وصايا المحبة هذه.

5- والانتماء داوئر تتسع شيئًا فشيئًا من: الأسرة، إلى الكنيسة المحلية، إلى الطائفة، إلى الدين، إلى الوطن، إلى البشرية.

6- والانتماء يحتاج منا إلى مقوِّمات هامة مثل:

أ- الحب الإلهي: الذي يرفعنا فوق الذاتية والطائفية والتعصُّب، فنحب الآخرين من قلب طاهر، وبشدة.

ب- الوعي: فالإنسان المنتمي يكون واعيًا بما حوله، وبمن حوله، من بشر وتيارات وتفاعلات وثقافة... إلخ.

ج- المرونة القوية: فهو يسير في الاتجاه الصحيح دائمًا، سواء مع التيار (إن كان مناسبًا وصالحًا)، أو ضد التيار (إن كان غير مناسب).. ذلك لأنه كالسمكة الحيّة التي تختار وجهتها، وليست كالحوت الميت الذي تقذفه الأمواج إلى الشاطئ.

د- الإسهام الإيجابي: فهو يشعر بدور لابد أن يؤديه في خدمة المجتمع والوطن، سواء في المدرسة أو الجامعة أو الحيّ أو العمل أو الحزب أو النقابة أو الاتحاد الطلابي.. إلخ.

هـ- وهكذا نكون رسلًا للسيد المسيح في العالم، نحمل صورة المسيح في أعماقنا، وفي ملامحنا، حبًا وسلامًا وخيرًا نقدمه للجميع، غير ناظرين إلى الفروق الاجتماعية أو التعليمية أو السياسية أو الدينية، فالإنسان هو الإنسان، مخلوق على صورة الله، ومهما تبدّلت الملامح الخارجية، هو في في النهاية أخي في الإنسانية.

وهكذا نشهد لمسيحنا في المجتمع المحيط بنا: ولهذا أوصانا الرسول في رومية12: «حَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ» (رو12: 18)، «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ، لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ» (رو12: 20)، «لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رو12: 21).

ختامًا:

إن الجيل الرقمي الحاضر(المتفاعل مع النت والداتا والميديا..) لديه وسائل كثيرة للتفاعل الاجتماعي. ومن خلال الإمكانيات الهائلة للإنترنت والتكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك والميسنجر والواتساب والفايبر والتلجرام والانستجرام والزووم وغيرها، يستطيع أن يستثمرها حسنًا لبناء الجماعة الوطنية في محبة ووحدة وتآلف. وها نحن في برنامج "زووم" بأسقفية الشباب نتواصل مع الجميع: أطفالًا وشبابًا، خدامًا وآباء، من خلال هذه الوسيلة الممتازة، التي تجعلك تتحدث وجهًا لوجه مع من تراه على شاشة الكمبيوتر أو الموبايل.

ليتنا نمارس دورنا المطلوب منا، لمجد اسمه القدوس، وامتداد ملكوته في القلوب. ونعمة الرب تشملنا جميعًا،،،




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx