اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4824 يوليه 2020 - 17 ابيب 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

الإنسان ونضوج الإرادة

نيافة الأنبا موسى

24 يوليه 2020 - 17 ابيب 1736 ش

من محبة الله للإنسان أنه خلقه حرًا، فالحرية هي جوهر الحب، ولو حبسنا الإنسان في قصر ذهبي، فسوف يتوق إلى الحرية، لأنها أساسية للإحساس بالوجود، وبالحياة.

لذلك تتنوع إرادة الإنسان.. فهناك إنسان إرادته رافضة.. آخر مراوغة.. آخر ساخطة.. وآخر مستسلمة..  ولآخر راضية.. وآخر متوافقة.. وآخر مبذولة.

1- إرادة رافضة: يصوغها الكتاب بقوله:

+ «بِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ» (أي21: 14).

+ «فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ» (لو7: 30).

+ «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يو1: 11). 

+ «كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ.. وَلَمْ تُرِيدُوا» (مت23: 37).

+ «تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاء» (إر2: 13).

هذه كلها ارادات رافضة لمشورة الله المخلصة.

2- إرادة مراوغة: مثل فيلكس عندما قال للقديس بولس الرسول: «الآنَ فَاذْهَبْ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ» (أع25:24)... وهكذا أجّل ايمانه وتوبته!!

3- إرادة ساخطة: متذمرة وساخطة على ما يحدث... ولا تشعر بأي رضى داخلي!! «فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب؟» (خر15: 22-24).

4- إرادة مستسلمة: إنسان يقول: هذا قضاء وقدر.. ربنا عايز كده.. فهو يقول للشيء كن فيكون.. ولكن بداخل هذا الإنسان تذمر وسخط!! مثل يونان «فقال لهم: خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم» (يون1: 12).

5- إرادة راضية: إنسان يقول ربنا بيحبني.. ولابد هناك خير في هذا، مثل القديس بولس الرسول: «سَلَّمْنَا، فَصِرْنَا نُحْمَلُ» (أع27: 15).

6- إرادة متوافقة: إنسان يشعر أن هذا الأمر للخير فيما بعد .. بدون غضب أو سخط أو ألم .. إنما يقبله بفرح.. مؤمنًا بعمل الله، كما علمنا قداسة البابا شنوده الثالث أن: (كله للخير)، وتظهر في قول يوسف لإخوته: «لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم» (تك45: 5).

7- إرادة مبذولة أو مصلوبة: هنا الفرح كامل.. فالبذل الكامل للإرادة يقطع المشيئة الذاتية، التي كثيرًا ما تكون ضارة! وكما قال السيد المسيح: «لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ» (لو22: 42).

ختامًا: إن ترك القيادة والإدارة لله بالكامل، يجعله يتصرف هو بمحبة واقتدار!!.. وكل هذا يحتاج إلى موت الذات.. نطلب من ربنا أن يمنحنا هذا النضوج...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx