اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4807 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

الطقس الأرثوذكسي

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

07 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش

الطقس في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يعبّر عن إيماننا وعقيدتنا وروحياتنا، مع البعد اللاهوتي المُميِّز للإيمان. ونعتمد كثيرًا على طقسنا لنقل الروح التعبُّدية المعبّرة عن وحدتنا في الصلوات في كنيستنا في العالم كله، فنظام العبادة يترجم الفكر الآبائي لفهم الكتاب المقدس، وفكر الله وركائزه الثابتة مثل: القداسة كشرط للدخول في الشركة المقدسة في القداسات، والروح الخشوعية المستمدة من تسابيحنا التي تمجد الفادي القدوس الذبيح على المذبح كقمة الحب الإلهي، ونموذج للنعمة الإلهية الغافرة للتائبين، وكأن الكنيسة قد ارتفعت إلى السماء أو أن السماء صارت على الأرض نحياها في عباداتنا. ونبدأ قداس المؤمنين قائلين: "محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة الروح القدس، تكون مع جميعكم"، بمعنى أن محبة الله الآب بتجسد ابنه الوحيد كمخلص للبشرية وبنعمة الروح القدس يُفَعِّل هذا العمل الإلهي في القداس والذبيحة: «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته» (أف1: 7). كما نصلي في القداس الإغريغوري: "مستحق ومستوجب أن نسبحك ونباركك ونخدمك ونسجد لك ونمجدك، أيها الواحد وحده الحقيقي..."، وواضح من هذه الصلوات الليتورجية قبول الآب لذبيحة الابن الكلمة المتجسد بعمل الروح القدس لننال شركة البنوة الروحية للآب السماوي بالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين، وهذا كله من خلال العمل الكهنوتي في رتب الكنيسة المقدسة. ونعلن في صلواتنا الليتورجية عبادتنا الثالوثية لله الواحد المثلث الأقانيم. وليس هذا فقط، ولكن في مجمع القديسين نعلن شركتنا بالعضوية معهم كفعل سرائري، كأعضاء في الكنيسة. واالقديس كيرلس السكندري يؤكد أن الابن الكلمة وهو كلمة الآب وعقله الناطق (اللوجوس)، قد حلّ على المذبح بطريقة سرائرية غير مُدرَكة لنتحد به، لينزع عنّا كل فساد، مُحطِّمًا الموت بقوة قيامته، ليمنحنا الحياة الغالبة للموت، فنعيش حياة النصرة على الخطية، وتسود الروح على الجسد في المؤمن، وبذلك نُفَعِّل ما نلناه في الولادة الثانية في المعمودية من قوة القيامة، بعد الدفن مع المسيح جاحدين الشيطان ورافضين سلطانه بالخطية التي تتم بغوايته الشريرة، ونعيش فعل الخلاص. ويؤكد القديس بولس حقيقة الشركة في جسد الرب ودمه الأقدسين بقوله: «كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟ والخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح؟» (1كو10: 16).

ويتأمل القديس أغسطينوس: "ذلك الكأس يتقدس ويتحول لدم المسيح خلال هذا العمل الكهنوتي في القداس الإلهي، لأن الرب المخلص أودع في كنيسته في العشاء الأخير جسده ودمه اللذين بذلهما على الصليب لأجل غفران الخطية، لنصير نحن أعضاء في جسد المسيح".. وهذا ما يتم في القداس الإلهي دائمًا.. ونقول في الاعتراف قبل التناول: "أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم، وجعله واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير... أؤمن أؤمن أؤمن".

كل هذا لنعلن إيماننا القوي بالتجسد والفداء والقيامة، وكل مالها من مفاعيل الخلاص الذي تمّمه السيد، واستودعه كنيسته المقدسة، ويقول القديس أغسطينوس: "لقد أعطى تلاميذه العشاء الذي قدّسه بيديه ونحن نشترك فيه، وهكذا يكون من جيل إلى جيل وإلى دهر الدهور آمين.. وكما شهد يوحنا المعمدان وسمعان الشيخ والعذراء مريم، هكذا نشهد في كل قداس".




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx