اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4807 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

الخادم والاحترام والوقار

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

07 أغسطس 2020 - 1 مسرى 1736 ش

رغم كل ما رأينا في معاملة ربنا يسوع المسيح مع تلاميذه الأطهار من بساطة وتقارب، إلّا انه كان يحفظ له مكانة وكرامة فائقة في قلوبهم وعقولهم.. وكذلك مع كل من تعامل معهم، رغم اختلاف طبقاتهم وأعمارهم وثقافاتهم، ووجدناه ينال أقصى درجات الاحترام والتقدير، حتى الكتبة والفريسيون كانوا يخاطبونه "يا معلم" أو "يا سيد"...

وهكذا نتعلم من مثلنا الأعلى في الخدمة، ربنا يسوع، كيف أن حب المخدومين ومشاركتهم حياتهم والاقتراب منهم لا يلغي الاحترام اللائق في المعاملات...

ومن المعروف أن الاحترام لا يُطلَب لأنه لو طُلِب فقد معناه... بل ينبع من الداخل.

وهنا نودّ أن نركز على ضرورة التأكيد على احترام وتوقير الخادم، لأنه قد يتباسط ويتساهل إلى الدرجة التي يتخيل أنه قد اقترب إلى درجة كبيرة من المخدومين، ولكنه بذلك دون أن يدري يبني حاجزًا كبيرًا بينه وبين المخدومين، رغم أنه يعتقد أنه قد أزال الحواجز...

يوجد خط فاصل بين أن يتباسط الخادم مع المخدومين، وأن يفقد هيبته واحترامه بينهم، لأنه حينئذ يكون قد فقد تأثيره ومصداقيته...

ولنحذر أن نفقد هدف الخدمة، وتتحول العلاقة إلى مجرد شلّة اجتماعية لذيذة ومرغوبة، إذ تشجع على اللهو والمرح والأكل والفسح... وقد يحدث هذا ويُسكّن الخادم ضميره ويقنع نفسه أنه يخدم!

تعرض ربنا يسوع المسيح لألوان من السخرية والازدراء، ولكن لو دقّقنا في دوافعها لوجدناها تحمل تعجبًا من شخصيته الفريدة، وتخفي احترامًا زائدًا كما ذكر معلمنا متى البشير: «وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَاهذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟» (مت١٣: ٥٤)؟

وجدوه فائقًا لإدراكهم وتحيّروا في شخصه..

وفي (مت9: 8) «فلما رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا».

+ كذلك ركّز معلمنا بولس الرسول في معاملاته بالخدمة على القدوة الحسنة والاعتناء بأمور حسنة قدام جميع الناس (رو12: 13)، «بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله في صبر كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات» (2كو6: 4)، «لسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تُلام الخدمة» (2كو6: 3).

وهذه نصيحة معلمنا بولس الرسول لنا، أن تكون خدمتنا في كل تقوى ووقار (1تي2).

أحبائي.. علاقة الخادم والمخدوم إذا فقدت الوقار والاحترام، ستفقد معها أمورًا كثيرة مثل: التزام الحضور، وطريقة الحديث، والطاعة، وحسن الاستماع، والتجاوب مع ما يُقدّم، والتفاعل والاشتراك الإيجابي. ومع إدراكنا أن رسالتنا عظيمة وهي: ربح نفوس للملكوت، واجتذاب البعض من قبضة العدو، وانتشال البعض من محبة العالم والأشياء التي في العالم. يجب أن يكون الخادم صادقًا فيما يُقدَّم، وتسبقه سيرته وأعماله قبل أقواله، ومُصدَّقة عليها.

ولا ننسى أننا نتعامل مع جيل فقد الكثير من الاحترام للرموز، وتشوّهت أمامه الكثير من المعاني، إلّا أننا نثق أن الله هو العامل فينا، وهو الذي يكمّل النقائص ويسند الضعف، لذلك علينا أن ندقّق ونراجع أنفسنا: هل نحن نخدم في وقار خدام المسيح؟




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx