اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4821 أغسطس 2020 - 15 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

إلهنا ملجانا وقوتنا (مز45)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

21 أغسطس 2020 - 15 مسرى 1736 ش

تعلمنا الكنيسة أن نصلي بكلمات أبينا دواد النبي والملك «إلهنا ملجأنا...» في صلاة الساعة الثالثة من كل يوم. ففي مرات كثيرة نشعر أن الأمور تسير على عكس ما نريد، وربما تواجهنا الضيقات والمتاعب والآلام، وقد نشعر أن الأبواب أمامنا صارت مغلقة وليس لنا عون، وليس فينا قوة لنواجه كل هذه الضيقات.. وفي مثل هذه الظروف ووسط لحظات الضيق والترك، تسندنا كلمات داود النبي «إلهنا ملجأنا...»، فالبعض يتخوّف من أحداث الحياة المؤلمة، ولكن اولاد الله يطمئنون لان الله يعمل.. فماذا يعمل؟

+ إلهنا ملجأنا وقوتنا: الملجأ يحتضن الكبير والصغير، يحتضن من ليس له مأوى ومن يتعرّض للمخاطر. فعندما تواجهنا ضغوط الحياة، وعندما لا يستطيع العالم بكل قوته أن يمنحنا الملجأ، يصير الله بذاته لنا ملجأ، وليس فقط ملجأ بل الله يمنحنا بالأكثر قوة ومعونة وسند لمن هو بلا سند أو بلا قوة.

+ لذلك لا نخاف: من أكثر مشاكل الإنسان أن يستسلم لمشاعر اليأس أو الخوف أو الألم أو القلق، لذلك تؤكد كلمات المزمور أن معونة الله لنا تحفظنا بلا خوف. «حتى وإن تزعزعت الأرض» وهي إشارة إلى اهتزاز كل ما يمكننا أن نستند عليه من أموال أو ممتلكات أو معونة بشرية أو أهل أو أصدقاء، «وانقلبت الجبال..» وهي إشارة لفقدان معونة القيادات أو أصحاب السلطان، فحتى إن فقدنا معونتهم يجب ألّا نخاف.

+ مجاري الأنهار تفرح مدينة الله: فهذا هو وعد الله أن مجاري الأنهار التي هي قنوات كل نعمة إلهية (كأسرار الكنيسة وكلمات الكتاب وسير الآباء) كلها تفرح قلوبنا التي هي مدينة لله، فهذا هو وعده أن الله رغم كل ضيق يقدّسنا ويسندنا «لقد قدّس العلي مسكنه»، ولذلك فقد وعد ألّا يتركنا «الله في وسطها»، فهو في وسط حياتك يثبّتك وسط الضيق «فلن تتزعزع» ويمنحك سلامً«ا مهما اضطربت الظروف من حولك، فهو معك لينصرك على كل شدة، «ناصرنا هو إله يعقوب»، فالله الذي قَبِل يعقوب رغم كل ضعفاته ولم يعامله بحسب ضعفه بل أعانه وحفظه من كل شر وأعطاه بركة ونصرة وفرح حياته بالبركات المادية وبالبنين، هو نفسه الذي يمنحنا القوة رغم ضعفاتنا وخطايانا.

+ ينزع الحروب إلى أقاصي الأرض: فالله في وسط الضيق يمنحناا السلام «يسحق قسيّهم، ويكسر سلاحهم، ويحرق أتراسهم»، ففي كل الحروب التي تواجهك لا تضطرب فهو كلي القدرة قادر أن يتزع هذه الحروب.. كيف؟ قد لا نعلم! فهو قد يسحق أو يكسر أو يحرق.. أمّا نحن فلا ندري سوي أنه هو إلهنا الذي نطلبه فينجّينا.

هذا عن عمل الله معنا وسط الضيق.. فماذا عن دورنا نحن؟

+ هلموا فانظروا أعمال الرب: فالله لا يتوقف عن العمل، فهو يعمل معنا كما عمل مع كل رجاله من القديم وحتى اليوم. علينا أن نتذكر أعماله في حياة رجاله عبر العصور وفي حياتنا، فهذه تقوينا وتحفظنا أقوياء ومطمئنين.

+ ثابروا واعلموا أني أنا هو الله: فلنثبت إذًا في إيماننا في إلهنا، ونثق أنه هو ينقذنا، فهو الذي له السلطان على كل الأمم «أرتفع في الأمم وأتعالى في الأرض». وكلمة "ثابروا" تحثّنا على الاجتهاد في حفظ الوصية وفي النقاوة وفي حياة القدوة وفي سلوكنا بحسب مشيئة الله.. فالطالب يجاهد، والتاجر يجاهد، ونحن يجب علينا أن نجاهد في توبتنا ومحبتنا ونقاوتنا، والثبات في إيماننا بأن الله لا يتركنا.

+ الرب إله القوات معنا: ففي وقت الضيق لا تفقد ثقتك أنه معك، فهذا هو وعده الأكيد أن كل القوات السمائية تحيط بنا، فلا بد أن ننتصر رغم كل ضيق، فالله لا يخلف وعده.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx