اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4804 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

كيف أن العذراء دائمة البتولية في الأيقونة المسيحية

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

04 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش

لقد حرص الفنان المسيحي عند رسم أيقونة السيدة العذراء مريم، أن يؤكد عقيدة دوام بتوليتها، بحسب ماورد في نبوة إشعياء النبي منذ عام 732 ق.م «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش7: 14)، إنها آية بالفعل أي معجزة سمائية، لذا نحن نطلق على ميلاد المسيح منها أنه "ميلاد معجزي"! الأمر الذي أراد من أجله سمعان الشيخ بحسب التقليد المتواتر، أن يغيّر كلمة العذراء، إلى كلمة السيدة أو الأم، لأن الأمر جدّ مثير، ولكن «أُوحي إليه من الروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب» (لو2: 26)، وبالفعل قد كان، ويأتي ملء الزمان، ويولد المسيح من عذراء بحسب ما أخبر الملاك غبريال في البشارة بعد أن سألته: «كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟»، فقال لها: «الروح القدس يحل عليكِ، وقوة العليّ تظلّلكِ، لذلك القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله» (لو1: 34-36).. لذا حرص الفنان المسيحي أن يرسم الروح القدس في شكل حمامة أعلى الأيقونة، وحزمة نور كثيفة تنبثق منه ليصبّ عليها مباشرة، والأيقونة هنا تريد أن تقول أن حبلها هو بالروح القدس وليس بزرع بشر.

ولكن كيف عبّر الفنان القبطي عن أنها العذراء والأم معًا؟

إنه رسمها بوجه فتاة صغيرة، وشعرها مُغطّى بطرحة، لأنها عذراء غير متزوجة، بحسب العادة في المجتمع اليهودي وقتها. وأيضًا يعبّر الفنان عن دوام بتوليتها، قبل وأثناء وبعد الميلاد، فرسم ثلاث نجوم: واحدة على الرأس، والأخريان على الكتفين. وعندما قرأ الفنان في ثيؤطوكية العذراء: "أنتِ هي الزهرة النيّرة، الغير متغيرة، الأم الباقية عذراء، لأن الآب اختاركِ، والروح القدس ظلّلكِ، والابن تنازل وتجسد منكِ"، لذا جعل العذراء تمسك بزهرة رائعة في يدها اليمنى فهي زهرة البخور، حيث أنها ظلّت بتولًا ولم تتزوج أبدًا، وحيث هي عصا هرون التي أفرخت وأخرجت فروخًا وأزهرت زهرًا وأنضجت لوزًا (عد17: 8). لقد تشبع الفنان أيضًا بأقوال الآباء الذين تغنّوا كثيرًا بدوام بتولية السيدة العذراء مريم، بمثل ما تغنّى القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس بقوله: "وُلِد الرب من عذراء، وحفظ بتوليتها أيضًا وعذراويتها بلا تفسير". وما أجمل ما قاله العلّامة بولس البوشي: "أنتِ فخر جنسنا، بل تفتخر البتولية، وبكِ تُكرَم الطهارة والعفّة".




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx