اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4804 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

العالم الروحي

القس إبراهيم القمص عازر

04 سبتمبر 2020 - 29 مسرى 1736 ش

العالم الروحي هو جزء من الخليقة التي أبدعها الله وأوجدها، قد لا نعرف الكثير عنه إذ حجب الله عنّا الكثير عن هذا العالم الروحي، لكي ما لا ننشغل عن حياتنا وعالمنا وواقعنا الذي نعيش فيه. فالعالم الروحي حقيقة وليس خيالًا، واقع وليس اختراعًا، وعدم إدراك العلم لهذا العالم ليس معناه عدم وجوده، فليس كل ما لا نراه أو نلمسه يمكن اعتباره وهمًا وخيالًا، فالعلم له أدواته والتي لا تتناسب إطلاقًا مع عالم الروح وكائناته، فالعالم الروحي موجود وحقيقة، ولكنها تتخطّى التفكير الإنساني المحدود بكثافة الجسد وحواسّه القاصرة الضعيفة، والضعف هنا ليس عيبًا، فلقد خلق الله كل شيء حسنًا، وعن الإنسان قيل إنه حسنٌ جدًا. ولكن هذا ما يناسب حياتنا الزمنية والأرضية التي نعيش فيها، ولهذا ففي الأبدية سوف نخلع هذا الجسد الترابي ونلبس أجسادًا نورانية مجيدة، أجسادًا تناسب حياتنا الدائمة إلى الأبد.

العالم الروحي له بداية، أوجده الله في زمن لا نعرفه، ففي البدء خلق الله السموات والأرض، وقد اعتبر كثير من الآباء الإشارة إلى السموات هنا باعتبارها كناية عن ذلك العالم الروحي بكل كائناته ومكوناته.

العالم الروحي هو عالم له نظامه وترتيبه ومكوناته وقوانينه، ولكنه عالم يتسم بالجمال الباهر، والتناسق والروعة الفائقة. فإذا كان عالمنا الأرضي الذي أوجده الله لنا، ودعانا ان نسكن فيه لفترة من الوقت، يتمتع بتناسق مدهش، وجمال عجيب، فكم وكم سيكون جمال وكمال ذلك العالم الروحي بكائناته الروحية الجميلة والمقدسة!

أكثر ما نعرفه عن ذلك العالم، أنه يمتلئ بكائنات روحية، وأكثر ما نعرفه من هذه الكائنات، ما يدعوها الكتاب بالملائكة بأنواعها ورتبها المختلفة، هم أكثر من تكلم عنهم الكتاب المقدس، وكانت لهم أعمال وأدوار متعدّدة في تاريخ علاقة الله بالإنسان، كشفها لنا الكتاب المقدس، بداية من ذلك الملاك الذي وقف ليحرس شجرة الحياة لئلا يأكل منها الإنسان، فيحيا في فساده للأبد. وتعددت وتكررت أدوار كثيرة للملائكة في تاريخ شعب الله في العهد القديم، ملائكة قامت بالحماية والحراسة والدفاع عن شعب الله ضد الأعداء.

أمّا في حياة الرب يسوع، فانفتحت السموات على الأرض، وظهر كثير من جمهور الملائكة لتسبح وتمجد الإله الكلمة المتجسد في ميلاده من مريم العذراء، ثم تعلن عن قيامته، وأيضًا تكشف عن مجيئه في نهاية الأيام. ثم يأتي سفر الرؤيا ليكشف لنا القليل عن هذا العالم الروحي، مكنوناته وكائناته، كالأربعة الحيونات الغير المتجسدين، الشاروبيم والسارافيم، الأربعة وعشرين شيخًا، وعن الملائكة ورؤساء الملائكة...

ولكن يعود كاتب سفر الرؤيا ليذكّرنا وينبهنا لذلك الصراع القديم والحديث القائم بين الشيطان والكنيسة. فجزء من هذا العالم الروحي، يوجد كائن يُدعى "الشيطان"، الذي يمثل الشر مقابل الخير، والإثم مقابل البر. لقد كان واحد من تلك الكائنات الروحية، تحديدًا أحد الرتب الملائكية، ولكنه سقط مع كثير من الملائكة، ليسقط من مكانته، ولكنه يحتفظ ببعض إمكانياته "بسماح من الله". فسقوط الشيطان كان بداية لتشكيل ولتكوين جبهة مضادة ومملكة معادية ضد الله، وبالتحديد الإنسان الذي هو على صورة الله ومثاله. لقد أراد الشيطان أن يرفع كرسيه فوق كرسي الله، أراد أن يكون مثل العليّ، لقد اراد أن يكون ذا ملك ونفوذ؛ فسقط ليصير ذا سلطان وسيادة، له جنود وأسلحة، لكنه للشر.. فمملكته هي مملكة الإثم، وجنوده هم جنود للشر والفسادن وهناك صراع وحرب لا تهدأ ضد الكنيسة واولاد الله، فمصارعتنا ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية في السماويات.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx