اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4830 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

المسيح المخلص فى أيقونة السيدة العذراء مريم

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

30 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش

قد يتساءل الشخص عند رؤيته لملاكين حول السيدة العذراء مريم أعلى الأيقونة، لأنهما يرمزان إلى الكاروبين اللذين كانا يظلِّلان على تابوت العهد حيث أنها رمز لتابوت العهد، كما جاء فى ثيؤطوكية الأحد. ونرى الملاكين أحدهما يمسك بالصليب، والآخر يمسك بالحربة والإسفنجة، فهما يمسكان بأدوات آلامه القاسية، ونلاحظ أن السيد المسيح يدير وجهه لينظر إلى الصليب لأنه «من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهينًا بالخزي» (عب12: 2)، بل أنه «سُرَّ أن يُسحَق بالحزن» (إش53: 10)، فقد جاء إلينا لكى يموت.. وخلاصه لنا على هذا الصليب سيكون فى وسط الأرض كلها كما جاء في المزمور: «والله ملكي منذ القدم فاعل الخلاص في وسط الأرض» (مز74: 12)، وخلاصه لنا خلاص أبدي (عب5: 9).

وبغضّ النظر عن أننا نراه طفلًا، لكن هو ذات طبيعة الواحدة من بعد الاتحاد من الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية، لذا وُضِعت في هالته الحروف اليونانية الدالة على أزليته وأبديته وأنه الكائن. ونراه يرتدي اللونين الأحمر والأبيض، لأنهما يشيران إلى دمه الذي سُفِك من أجلنا، لأنه قال عن نفسه: «أنا هو الكرمة الحقيقية»، وأنه طاهر قدوس بلا عيب، لأنه قال عن نفسه: «من منكم يبكّتنى على خطية؟».

إن الطفل المخلص في حضن أمه، يخبرنا بما وَعَد هو به فى سفر إشعياء عندما قال: «هوذا الرب قد أخبر إلى أقصى الأرض: قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصكِ آتٍ ها أجرته معه وجزاؤه أمامه» (إش62: 11)، فهو يخبر حواء القديمة ممثلة في حواء الجديدة العذراء مريم، إنه أتى كنسل منها ليحقق وعده القيم ليسحق رأس الحية. وإن علامات احتضان العذراء الأم لابنها، تدلّل صلاتها عن بهجة روحها، وحاجتها للخلاص كباقى البشر «وتبتهج روحي بالله مخلصي» (لو1: 47). وعندما نرى العذراء تشير بيدها اليمنى إلى ابنها، وبحسب ما نرتّل فى ثيؤطوكية الأحد أن العذراء "سبقت أن دلّتنا على اليوطا، اسم الخلاص الذى ليسوع المسيح"، وتريد أن تقول للعالم "ألقوا رجاءكم عليه فهو الله الحي، الذي هو مخلص جميع الناس" (1تي4: 10).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx