اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4830 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ  (2بط1: 1)

القمص بنيامين المحرقي

30 أكتوبر 2020 - 20 بابه 1737 ش

كلمة δοῦλος: يُقصَد بها العبودية بما تحمله من ذل وهوان مثل، وهذا العبد «لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ» (يو8: 35). ومثل هذا النوع من العبودية لا يشكّل عائقًا في طريق الإيمان، فيقول معلمنا القديس بولس الرسول «دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ... لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ» (1كو7: 21،22). في حين يشجع القديس بولس العبيد أن يخدموا سادتهم الأرضيين بأمانة؛ لكي يُظهروا لهم أنهم مستحقون للحرية، العبد الذي لا يمارس عمله بلياقة يجدف على اسم المسيح. كذلك الوارث القاصر مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيع (غلا4: 1).

أخذ أقنوم الابن المتجسد لقب δοῦλος: «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي» (إش42: 1)، فقد أخلى ذاته وأخذ صورة عبد (في2: 7). وأخذت الملائكة كمخلوقات من الله لقب عبيد: «فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ» (رؤ19: 10). والأنبياء في العهد القديم (2مل9: 7؛ إر7: 25؛ زك1: 6)، في العهد الجديد، رغم قول السيد المسيح: «لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ» (يو15:15)، إلاَّ أننا لابد أن لا ننسى إننا عبيد، مخلوقون من تراب الأرض، فقد أوصانا المسيح إلهنا «مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا» (لو17: 10)، هكذا وصف الآباء الرسل أنفسهم: «بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو1:1)، «يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (يع1:1)، «يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (يه1). هكذا نصلي في طلبة ختام التسبحة [نحن عبيدك].

عبودية الخطيئة: «لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ هَكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ» (رو6: 19)، ما يعتاده الإنسان يسيطر عليه، ويصبح عبدًا له، فمن سقط في خطية ورفض تبكيت الروح القدس بل وقاومه، بتكرار الخطية، تتملكه ويصبح عبدًا للخطيئة. وهذه العبودية مصدر خزي للإنسان ونهايتها الموت (رو6: 21). هكذا عندما نهمل النعمة الإلهيِّة ونسير بقوتنا نستعبد تحت لعنة الناموس (غلا3: 13).

عبودية البر: في حين في بداية الحياة الروحية؛ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ (غلا5: 17)، نعيش حياة الجهاد الروح والتغصب على حياة الفضيلة، فالنعمة المجانية التي ننالها تعين ضعفنا وتكسر سُلطان الخطيَّة، يقول معلمنا القديس بولس الرسول: «إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ» (رو6: 12)، إلى أن نصير «عَبِيدًا لِلْبِرِّ» ونقتني خلالها نقاوة القلب، وحياة القداسة وننعم بالحياة الأبدية.

في سفر الخروج ص21، يقدم لنا شريعة تحرير العبيد في السنة السابعة، ولكن إن أحب العبد سيده، وقال: «أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي، لاَ أَخْرُجُ حُرًّا، يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ، وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ، فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَد» (خر21: 5، 6). . هذا بعينه نسمعه عندما يصلي الأب الكاهن: [أقدم لك يا سيدي مشورات عتقي، وأكتب أعمالي تبعًا لأقوالك]، فبكامل حريتيّ أخضع لك، والعلامة الحقيقية لهذا الخضوع -الذي هو عبودية البر– هو أن تكون أفعالي بل، وأقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب (مز19: 14). وهذه العبودية هي الحرية الحقة، حرية مجد أبناء الله، فقد حررنا الابن من عبودية الخطيئة بثمن دمه الثمين، ونحن ننال هذه الحرية مجانًا، شرط أن نصير «عبيدًا للبر». فإذا كان العبد يفعل إرادة سيده، فماذا لو كان السيد مصدر حياة العبد وفاديه!!




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx