اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4813 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

الكمال المسيحي

نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر

13 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش

أوصانا الرب يسوع بمحبة الأعداء بقوله: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، ‏لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... ‏فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (مت5: 43-48).

وهو بذلك يَعتبر الكمال المسيحي الحقيقي هو محبة الأعداء.

وإذا استصعبت يا أخي الحبيب هذه الوصية الهامة والجوهرية، أشير عليك بطريقة تجعلها سهلة وميسورة أمامك.. اِبدأ من الآخر للأول:

أولًا: صلِّ في مخدعك من أجل عدوك الذي يسيء إليك ويضطهدك. اطلب له الهداية من الله وأن يعطيك نعمة في عينيه. وأعتقد أن هذا سهل وبسيط.

ثانيًا: أحسن إلى عدوك الذي يبغضك، استثمر أيّة فرصة واصنع معه عمل محبة، إذا مرض زُره في مرضه واطلب له الشفاء، إذا زوّج ابنه هنّئه وافرح معه. إذا حصلت عنده حالة وفاة عزِّه وشاطره الأحزان حسب وصية الرسول «فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ» (رو12: 15) وهذا أسهل.

ثالثًا: باركوا لاعنيكم: كرّرها معلمنا بولس بقوله: «بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا» (رو12: 14)، نفِّذ هذه الوصية.

عدوك يقول عليك كل ما هو رديء، ويُظهر عيوبك وأخطاءك. وأنت في المقابل تعمل العكس. إذا جاءت سيرته أمامك تُظهر فضائله وتذكر النقاط البيضاء التي فيه وتمتدحها، مثلًا تمدح ذكاءه، تعظّم التزامه، تثمّن أمانته وهكذا... واعلم أنه إن آجلًا أو عاجلًا سيصل إليه كلامك الطيب «لأَنَّ طَيْرَ السَّمَاءِ يَنْقُلُ الصَّوْتَ، وَذُو الْجَنَاحِ يُخْبِرُ بِالأَمْرِ» (جا10: 20). وكما يقول المثل "الحيطان لها ودان". فإذا سمع كلامك الطيب يخفّف من حدّة حقده عليك ويقترب من محبتك.

رابعًا: أحبوا أعداءكم: بعد أن صليت لأجل عدوك، وبعد أن قدّمت له عمل محبة وعمل خير ومجاملة ومشاركة في كل ظروف حياته، ولم تُسئ إليه لا بكلام ولا بعمل بل مدحته وكرّمته في غيابه كما في حضوره، بعد هذا كله قطعًا –وبعمل إلهي خفي–سيراجع موقفه ويعيد حساباته تجاهك. فيحبك كما أحببته، ويحسن إليك كما أحسنت إليه، أو على الأقل يخفّف من عداوته ويقلّل من اضطهاده لك. وتكون أنت قد نفّذت وصية المسيح العظيمة وأخذت بحكمة الحكماء التي تقول: إذا لم تستطع أن تكسب الآخر صديقًا فعلى الأقل لا تجعله عدوًا. «وطُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (مت5: 9).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx