اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4813 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

الألحان القبطيِّة والمدارس المحليِّة (1)

الراهب القمص أبرآم الأبنوبيّ باحث في الألحان القبطية - دير مار مينا المعلق

13 نوفمبر 2020 - 4 هاتور 1737 ش

لقد كان للمدارس المحلية لتسليم للألحان القبطية دورٌ أساسي في الحفاظ عليها من الاندثار خاصة قبل ظهور الميديا وانتشارها، فوصول الألحان إلينا هو إحدى المعجزات، حيث أن التسجيلات التي لدينا لا يتعدّى تاريخها قرنًا من الزمان، أما التسليم الشفاهي فيرجع بعضه لأكثر من ألف عام، وذلك بفضل معلمي البيعة العظماء الذين حفظوا الألحان في قلوبهم، وسلّموها من جيل لجيل تسليمًا شفاهيًا أمينًا.

ومن بين هذه المدارس المحلية معهد ديديموس للعرفان الذي أسسه الأنبا مكاريوس مطران أسيوط الذي صار فيما بعد البابا مكاريوس الثالث (سيم أسقفًا أسقف 12يوليو 1897م، وتنيح 31 أغسطس 1945م)، وذلك في العشرينيات من القرن الماضي. وكان هدف المعهد أن يكون مصدرًا لتسليم الألحان للمرتلين، وتخرّج منه مرتلون أكفاء لقيادة الشمامسة، ومكانه هو كنيسة الشهيد أبادير بأسيوط، وكان يعتمد أعتمادًا كليًا على تبرعات الشعب القبطي لذلك عُرف أيضًا بـ"بيت الرحمة"، فلقد كان الأنبا مكاريوس مهتمًا بالتعليم الكنسي، وكان محبًا جدًا للألحان القبطية. وكان الطلبة في هذا المعهد يقيمون إقامة كاملة حتى تخرجهم للخدمة في الكنائس، بعد تسليمهم كافه الطقوس والألحان الكنسية واللغة القبطية والمزامير والكتابة بطريقة برايل، وكان يُدرّس به معلّمون بارعون في الألحان الكنسية مثل المعلم الكبير جندي عبد المسيح والمعلم نظير الكبير وكان ومشرفًا عليه الأرخن رامز القمص من أعيان أسيوط، وتخرج منه مئات من المعلمين والشمامسة من بينهم: المعلم جورجي سليمان بغيط العنب بالإسكندرية الشهير بنعيم، والمعلم صدقي شنوده، والمعلم توفيق غبريال، والمعلم عطيه ساويرس... وغيرهم. وكان المرشحون للكهنوت يتسلمون القداس الإلهيِّ قبطيًا وعربيًا من معلمي المعهد، ومن خلال مشرف المعهد يتم الاتفاق بين الكاهن والمرتل لإتمام الطقوس التي كانت كانت تُقام في المنازل حينذاك (مثل طقس الإكليل وبعض الطقوس الأخرى). واستمر عمل المعهد في حبرية مثلث الرحمات نيافه الأنبا ميخائيل، فكلّف نيافته المعلم صدقي شنوده، والأستاذ كميل لمعي بترجمة مردات الشماس من اليونانية إلى القبطية، وتسجيلها وتسليمها للشمامسة والمرتلين في كافة أنحاء الإيبارشية، وقاما بذلك العمل خير قيام، وما زال هذا متبعًا في إيبارشية أسيوط إلى يومنا هذا.

وظل المعهد يؤدي رسالته حتى أواخر الستينات من القرن العشرين، بعد أن تم هدم تلك المباني بكنيسة الشهيد أبادير بأسيوط، واقتصر بعد ذلك تسليم الألحان في كل كنيسة على للشمامسة والخدام على يدي معلمي الكنائس من خريجي المعهد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx