اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4811 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

رسائل خدمية - رصد واقع

سامح طلعت - الخادم بأسقفية الشباب

11 ديسمبر 2020 - 2 كيهك 1737 ش

تابعت الكثير من الخدام والخادمات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي اللقاءات والمؤتمرات، ووجدت تكرار تساؤل بشكل مستمر، فالقادة منهم يشتكون من تقصير وتهاون بعض الخدام، وسؤالهم: ماذا نفعل معهم؟ أمّا الخدام فكثيرًا ما يشتكون من تعامل أمناء خدماتهم معهم، وعدم تقدير ظروفهم الحياتية والاجتماعية.. ومع رصد هذه الإشكالية دعونا هنا نعرض هذا الأمر في ايجاز.

إذا قصّر أحد الخدام:

1- وكنت من القادة:

أولًا وقبل كل شيء، لا بد من الإدراك الكامل أن الخدمة في عمقها موضوعة لأجل الإنسان وليس العكس، وهي عمل الله، لذا ضع أمامك أن الخادم أيضًا إنسان يحتاج للخدمة.

ولأن كل شيء يجب أن يكون بلياقة وترتيب، ولكي توازن بين النظام والقانون والنواحي الإنسانية، اسمح لي أخي القائد:

أولًا: لا تركّز على التقصير، بل اهتم بالاطمئنان عليه، كن مستمعًا جيدًا، افهم عذره من موقعه، استر على تقصيره أمام الجميع.. شجعه كثيرًا.. أطل أناتك عليه، أشعره بقيمته وأنه مهم وأساسي للخدمة، تذكر أبانا برنابا الرسول الذي أخذ معه مارمرقس الرسول بعد رفض بولس الرسول مرافقته له، وأخرج لنا كاروزًا كبيرًا حتى أن بولس الرسول طلبه كنافع له في الخدمة (أع15). لا داعٍ لفرض العقوبات وتنفيذ القرارت والحرمان من الخدمة وخلافه تحت بند تنفيذ النظام، فالقانون هام ولكن له روح وفن في وقت وطريقة تطبيقه.

وحينما يكون الاحتواء والحب هو السائد بينك وبين من تقودهم، وعندما يكبر رصيد الحب المتزن الروحي معهم، حينها فقط ستجد الاستجابة لهذه القرارات والقوانين هي الغالبة بحب وخضوع.

ولا ننسى أهمية تدريب القادة أيضًا على فنون التفاوض والإدارة الحكيمة والتحفيز ومهارات فريق العمل.

2- وكنت خادمًا زميلًا له:

لا تدِنه.. لا تقل في ذهنك: "أشكرك يا رب أني لست مثل زميلي هذا..." (لو18: 11). ركّز فقط في خدمتك ومهامك، لا تنظر إلى تقصيره وتميُّزك، بل ضع تقصيرك انت -سواءً الروحي أو الخدمي- أمام عينيك، وانظر وابحث في كل أخ لك في الخدمة عن نقاط تميزه، اذكر كل إخوتك في الخدمة وسط صلاتك، ضع بقلبك أن أخي في الخدمة هو جزء هام في جسد الخدمة، وبدلًا من تزكية ذاتك وإدانته، اطلب دائمًا سندًا له من السماء.

3- أمّا إذا كنت أنت الخادم صاحب التقصير في رأي القائد:

تذكر أخي الآية في يشوع بن سيراخ «يا بني إن أقبلت لخدمة الرب الإله، فاثبت على البرّ والتقوى، وأعدد نفسك للتجربة» (سي2: 1). سيحاربك عدو الخير حتمًا بالمشغولية تارة، وبالإكتئاب تارة، وبفقد الشغف كثيرًا، وبالانشغال فكريًا وقلبيًا، بالاعتراض على المسئولين والنظام... وينمّي سخطًا وتعبًا داخلك، فتجد نفسك تتجه ناحية الكلمة التي يودّ عدو الخير سماعها: "سوف أترك خدمتي"!

لذا كن يقظًا وافهم ذلك، صلِّ ليعطيك الرب تواضعًا وخضوعًا. ركز في عمل الخدمة والنفوس ومهامك المطلوبة منك فقط، ضع في قلبك وصلاتك دائمًا "أنا يا رب غير مستحق من الأساس أن أعمل في كرمك، ذكّرني بشغفي وخضوعي الأول".. ذكِّر نفسك بأوائل خدمتك وفي فصل الإعداد.. درب نفسك على الخضوع، وهو لا يعني الطاعه العمياء غير المتزنة، فذاك خنوع غير مقبول، إنما الخضوع الروحي هو "كسر الكبرياء الداخلي والطاعة بتفكُّر دون الإدانة".

واذا وجدت قلبك أو فكرك يجرّك تجاه الإدانة أو الكسل أو المشغولية، قف ناصبًا نفسك للصلاة وقل لنفسك: "هاصلي هاصلي.. مهما حصل لي. هاخدم هاخدم.. تلميذ باتعلم".

ليعطنا الرب هدوءًا وسلامًا في خدماتنا، وجسدًا واحدًا وفكرًا واحدًا، فسلام الخدمة أهم من نجاحها الشكلي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx