اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4926 فبراير 2021 - 19 امشير 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

فرحة الميرون

قداسة البابا تواضروس الثانى

26 فبراير 2021 - 19 امشير 1737 ش

بنعمة المسيح إلهنا، وبشفاعة أمنا العذراء القديسة مريم، والقديس مار مرقس الرسول شفيع كنيستنا وكاروز بلادنا، وببركة أيام الصوم المقدس، نعتزم عمل الميرون المقدس للمرة الـ"40" في تاريخ كنيستنا المجيد في مارس 2021، بعد أن تأجل من العام الماضي 2020م بسبب الجائحة.

سر الميرون المقدس أو سر مسحة المقدسة هو السر الثاني في عداد الأسرار الكنسية السبعة بعد سر المعمودية، وهو سر لا يتكرر في حياة المسيحي إلا مرة واحدة بعد معموديته، كما أن زيت الميرون (كلمة يونانية معناها طِيب أو رائحة عطرية)، يُستَخدَم في تدشين المذابح والكنائس وأواني الخدمة السرائرية والمعموديات والأيقونات.

لقد كان هذا السر يُمارَس وقت آبائنا الرسل بوضع اليد على المُعَمَّدين، ولكن بعد انتشار الكرازة لم يكن في إمكان الرسل أن ينتقلوا من مكان إلى آخر لوضع أيديهم على المؤمنين، ولذا رتب الآباء بإرشاد الروح القدس عمل الميرون المقدس ليكون هو المسحة المقدسة التي تحل محل وضع اليد، كما يقول الكتاب المقدس «خَلَّصَنا بغَسْلِ الميلاد الثاني (أي المعمودية) وتجديد الروح القدس (أي المسحة)» (تي3: 5).

ويؤكد القديس بولس نفس الكلام إلى أهل كورنثوس «ولكن اغتَسلتُم، (أي المعمودية)، بل تقَدَّستُم (أي المسحة)...» (1كو6: 11).

بدأ عمل الميرون المقدس منذ العصر الرسولي، حيث أخذ الآباء خلطة الحنوط الموجودة في كفن السيد المسيح والتي وضعها يوسف الرامي ونيقوديموس على جسد الرب (يو 19: 39، 40)، وكذلك الأطياب التي أحضرتها المريمات (مر 16: 1)، ومزجوها بزيت الزيتون النقي، وقدّسوها بالصلاة وكلمة الله، وجعلوها دُهنًا مقدسًا لسر مسحة الروح القدس، وخاتمًا للمؤمنين بعد تعميدهم.

ويُعتبر القديس البابا أثناسيوس الرسولي (326-373م) هو أول من عمل الميرون في تاريخ كنيستنا في مدينة الإسكندرية عام 340م؛ اعتمادًا على ما أحضره القديس مار مرقس معه من خلطة الحنوط والأطياب في زيت الزيتون التي عملها الآباء الرسل.

واستمر بعد ذلك عمل الميرون عبر تاريخ كنيتسنا 39 مرة خلال عصور مختلفة، وربما يكون التاريخ قد أغفل ذكر عمل الميرون في تاريخ بعض البطاركة لبعض الظروف سواء الاقتصادية أو السياسية أو غيرها.

ويتكون الميرون المقدس من إضافة 27 مادة مُستَخلَصة كزيوت عطرية، بالإضافة إلى زيت الزيتون عالي النقاء، وكل هذه الزيوت الـ28 نباتية الأصل، ومذكورة في أكثر من موضع في الكتاب المقدس مثل: (خروج 30؛ صموئيل الأول 10: 1؛ 16: 13).

وقد بدأنا منذ 2014 استخدام أسلوب جديد في تحضير الميرون المقدس يتيح لنا استخدام الزيوت العطرية الطبيعية، والمُستخلَصة بكفاءة تامة وبنقاوة كاملة، بإمكانيات غير موجودة لدينا، هيَ فقط في المصانع الكبرى والتي تحتكر استخلاص العطور، فقط في ست أو سبع شركات مُتخصَّصة موجودة في الأسواق العالمية. كما أن هذا الأسلوب الجديد يتم بدون تبقَّي التفل الذي يُلقى ويُطرح خارجًا بلا فائدة.

ولقد طبّقنا هذا للمرة الأولى في عمل الميرون عام 2014م (المرة الـ38 في تاريخ عمل الميرون)، بموافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد، وكانت نتائجه مبهرة، حيث تم إعداد 600 كيلوجرام من زيت الميرون مع 300 كيلوجرام من زيت الغاليلاون، واستُخدِمَت هذه الكمية على مدار ثلاث سنوات بمعدل 200 كيلو سنويًا (ميرون) و100 كيلو (غاليلاون) مُقسَّمة على حوالي 100 إيبارشية ومنطقة رعوية.

وهذه معدلات كافية تمامًا، مع العلم أن أعضاء المجمع المقدس حاليًا 127 عضوًا، وقمنا بإعداد الميرون بنفس الكيفية عام 2017م، ويبدو أن إعداد الميرون كل ثلاث سنوات بنفس الكميات سيكون مناسبًا مستقبلاً.

ويتميز هذا الأسلوب بتحقيق عدّة مميزات:

1- الناتج النهائي من زيت الميرون خالٍ تمامًا من الماء الذي يُفسِد الزيت.

2- لا يوجد فاقد في الزيوت العطرية بفعل الحرارة والنار التي كانت تُستخدَم.

3- تضمن جودة المزج لأنها زيوت تُخلط مع زيت الزيتون، بدلاً من مسحوق مواد صلبة مع زيت الزيتون.

4- لا يتعرض الخلط إلى خطر الاحتراق لسبب ضعف التقليب وعدم انتظام سرعته.

5- الاستغناء عن عمليات الطحن والنخل، والمواقيد وأجهزة التصفية، وعمليات التقليب المُرهِقَة الطويلة.

6- الأتفال الناعمة في الطريقة القديمة قد تُفسِد الزيوت العطرية في الميرون عند التخزين لفترات طويلة.

7- الحصول على الدقة في التحضير، والتوفير في الجهد، والاختصار في الوقت، والجودة في الناتج.

الميرون

عطور نباتية تُضاف إلى زيت الميرون النقي

وتتقدس بالصلوات والقراءات والألحان والقداسات.

وكل ميرون وأنتم جميعًا بخير وسلام




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx