عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية جلسة رسمية صباح الخميس الموافق 4 مارس 2021م، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسكرتارية نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي ودار السلام، وذلك في المقر البابوي بمركز لوجوس في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث حضر 97 عضوًا، واعتذر عن الحضور عددٌ من الأعضاء بسبب قيود السفر المفروضة في بعض الدول مثل إنجلترا وكندا وأستراليا، والبعض الآخر بسبب الظروف الصحية الخاصة، وقد فوّضوا أعضاء آخرين من الحاضرين لتمثيلهم في التصويت والتوقيع على مايصدر من المجمع المقدس.

وجدير بالذكر أن آخر اجتماع للمجمع المقدس كان في يونيو 2019م، وقد توقف عقد الاجتماعات بسبب انتشار وباء كورونا المستجد. وقد سبق جلسة المجمع أعمال اللجان المجمعية على مدى الثلاثة أيام السابقة، في دراسة شئون الإيبارشيات والأديرة والأسرة والتعليم والإعلام والرعاية والخدمات الكنسية والعلاقات العامة والعلاقات المسكونية وكذلك شئون المهجر. وتمت كل هذه الاجتماعات وسط مراعاة كاملة لكافة الإجراءات الصحية الواجبة.

افتتح قداسة البابا الجلسة بكلمة روحية تناول فيها قداسته في عشر نقاط سمات وصفات نوعين من العاملين في حقل الخدمة الكنسية، النوع الأول أطلق عليه قداسته اسم «خادم السبت»، بينما أطلق على النوع الثاني «خادم الإنسان» (إنجيل مرقس الأصحاح الثاني).

وتمت في الجلسة القرارات والتوصيات والمناقشات التالية:

أولًا: قرارات المجمع المقدس:

1- الإعتراف الكنسي بدير القديس يحنس القصير للرهبان بطريق العلمين في مصر.

2- عدم جواز دفن الآباء الكهنة أو الأراخنة داخل أسوار أيّة كنيسة، أو ملحقاتها، أو بيوت خدمية، أو ممتلكاتها من مزارع أو منتجعات خدمية، ولا يتم نقل أيّ من الآباء الكهنة المتنيحين سابقًا (إلى داخل الكنيسة وملحقاتها).

3- من أجل تأصيل الحياة الرهبانية والحفاظ على رهبنة الراهب، وعلى سبيل الاستثناء، يُسمَح للراهب بالخدمة خارج مصر أو داخلها لمدة زمنية لا تزيد على ثلاث سنوات، ويعود بعدها إلى ديره ليواصل حياته الرهبانية، ويتعهد بذلك الراهب ورئيس ديره، والأب الأسقف الذي سيخدم معه.

ثانيًا: توصيات المجمع المرفوعة من لجانه المجمعية:

1- دراسة الملف المُقدَّم عن المتنيح الراهب يسطس الأنطوني، والمتنيح القمص بيشوي كامل -وهما من سبعينيات القرن الماضي- تمهيدًا للاعتراف بقداستهما.

2- الاهتمام بنشر الوعي بمسئولية كل فرد تجاه المجتمع كله، وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية، وأنها ليست ضد الإيمان. مع التشجيع على تلقّي اللقاحات التي توفرها الدولة.

3- تشجيع المدارس والحضانات التابعة للكنائس، وكذلك التربية الكنسية، بقبول ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تسمح حالتهم بالدمج، وتوعية أبنائنا وبناتنا بعدم التنمُّر عليهم.

3- وضع ميزانية لدعم التعليم والصحة لأبناء المسجونين، وتأهيل الخارجين من السجون نفسيًا ومهنيًا، بالتعاون مع أسقفية الخدمات، وأيّة جهات أخرى.

4- مساندة الدولة في جهودها التنموية، وخاصة المبادرات الرئاسية مثل: «حياة كريمة» و«100مليون صحة»... إلخ، وتشجيع أبنائنا للاستفادة منها وذلك بالتنسيق مع أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية.

5- الاهتمام بعمل كرنفال في المناسبات القبطية للاحتفال على المستوي الكنسي والشعبي، للتقارب بين الثقافات المختلفة، ولتقديم ثقافتنا القبطية إلى جوار إيماننا الأرثوذكسي، واقتراح ثلاث مناسبات ثابتة للاحتفال الكنسي والشعبي بالمهجر: أ) عيد دخول السيد المسيح أرض مصر يوم 1 يونيو. ب) عيد الشهداء المعاصرين (شهداء ليبيا) يوم 15 فبراير. ج) نقل جبل المقطم 27 نوفمبر.

ثالثًا: ناقش قداسة البابا مع الأعضاء بعض الموضوعات الهامة الأخرى: 1- طلب قداسة البابا من أعضاء لجنة الإيمان والتعليم تفعيل لجنة المراجعة الإيمانية الخاصة بدراسة كل ما يُنشَر عن الإيمان لحفظ سلامة التعليم ونقاوته. 2- وفي ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ناقش الحاضرون خدمة الكنيسة خلال الفترة الماضية خاصة التطبيقات الإلكترونية البديلة، وكذلك الدراسة البحثية التي قام بها المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية لرصد الخبرات العديدة من الإيبارشيات والكنائس خلال العام الماضي 2020م. 3- ينتظر المجمع المقدس إقرار قانون الأسرة للمسيحيين المعروض حاليًا على مجلس النواب المصري. 4- وأثناء الجلسة شرح قداسة البابا بكل وضوح وشفافية موضوع السماح بمناولة جورج حبيب بباوي –بناء على خطاب منه يعلن إيمانه- وتفهّم الآباء أعضاء المجمع الموقف الرعوي والإنساني الذي اتخذه قداسة البابا؛ وهذا لا يلغي قرار المجمع السابق عام 2007م بحرمان تعاليمه وكتبه.

رابعًا: أثنى قداسة البابا وأعضاء المجمع على الإنجازات التالية:

1- إصدار الدليل الشامل للأديرة القبطية الأرثوذكسية، والذي يصدر للمرة الأولى. 2- أنجزت لجنة الليتوجيا تحقيق وتنقيح القطمارسات، وتم طباعة الآحاد والأيام منها (طبعة دير مارمينا 2018 بمقدمة لقداسة البابا). 3- إصدار لجنة السكرتارية كتاب السيمينار السابع: الأسقف والكاهن.. أبوة وبنوة.

ويؤكد المجمع على رفضه بعض منصات ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تقوم بنشر الأكاذيب والضلالات والشائعات المغرضة، والتي تسبّب بلبلة وتشويهًا لخدمة الكنيسة وعملها.

هذا وسوف يقوم قداسة البابا وأعضاء المجمع المقدس بالاحتفال بالمناسبات التالية خلال الأسبوع القادم إذا أراد الرب وعشنا:

١- سيامة سبعة أساقفة جدد مع تجليس اثنين من الأحبار الأجلاء.

٢- اليوبيل الذهبي لنياحة القديس البابا كيرلس السادس.

٣- إعداد الميرون المقدس للمرة الأربعين في تاريخ الكنيسة.

٤- افتتاح الموقع الرسمي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

وقد استمرت الجلسة من الساعة 11ص إلى 5م، تخلّلها راحة لمدة ساعة تم خلالها أخذ الصورة الرسمية وتوزيع بعض الهدايا بيد قداسة البابا.

وإذ نشكر الله على نعمته الفيّاضة، نصلي من أجل أن يرفع الوباء المنتشر، ويحفظ العالم وبلادنا وكنائسنا في دوام الصحة والسلامة والعافية.

الرب يستخدم كل عمل لمجد اسمه القدوس ونمو كنيسته المقدسة وخلاص نفوسنا.