اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4909 أبريل 2021 - 1 برموده 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الإنجاب من متبرع

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

09 أبريل 2021 - 1 برموده 1737 ش

الإنجاب بركة من الله للأسرة «هوذا البنون ميراث من عند الرب، ثمرة البطن أجرة» (مز١٢٧: ٣). لكن تعاني كثير من الأسر من مشكلة عدم الإنجاب. التقدم العلمي الطبي في مجال علاج مشكلة العقم فتح مجالات عديدة للأسرة للإنجاب، ومنها الإنجاب من متبرع. توجد في كثير من الدول بنوك للحيوانات المنوية والبويضات من متبرعين يمكن نقلها للزوجة الغير قادرة على الإنجاب سواء بسببها أو بسبب زوجها. وهنا يبرز السؤال هل يجوز كنسيًا مثلًا لزوجة يعاني زوجها من العقم أن تنجب من حيوانات منوية من متبرع مع موافقة الزوج؟

الإجابة القاطعة هي لا يجوز، لأن هذا يعتبر زنا. فالله وضع للإنسان أن ينجب من خلال سر الزيجة المقدسة، كما ورد في سفر التكوين «فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى، وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملاوا الأرض» (تك١: ٢٧-٢٨). فالله خلق الإنسان ذكرًا وأنثي، وباركهم لكي يثمروا أي ينجبوا. فالإنجاب يكون بين رجل وامرأة يباركهما الله، وهذا أساس سر الزيجة المقدس. والسيد المسيح عندما سُئِل عن الطلاق أجاب أولًا بخطة الله من جهة الإنسان قائلًا: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى؛ وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان» (مت١٩: ٤-٦). الالتصاق بين الزوجين في العلاقة الزوجية هو طريق الإنجاب، فإن دخل شخص ثالث غريب في هذه العلاقة فهذا يُعتبِر زنًا، سواء كان ذلك بموافقة الزوج أو عدم موافقته، فالخطية هي تعدي على وصية الله وليس على وصية الزوج.

+ والبعض قد يقول ولكن الكنيسة توافق على التبرع بالأعضاء فلماذا ترفض التبرع بالحيوان المنوية أو البويضات؟

السبب أن هناك فرقًا كبيرًا.. فالحيوانات المنوية هدفها ووظيفتها هي الإنجاب، والله حدّد طريقة الإنجاب كما ذكرنا، لكن الكلية مثلًا وظيفتها في تنقية الدم لم تحدّدها وصية إلهية.

+ كما يعترض آخر قائلًا إن الكنيسة تسمح بالتبنّي، والطفل المُتبنّى هو من حيوان منوي وبويضة ليسا من الزوجين، فلماذ ترفض الإنجاب من متبرع؟

التبني هو تربية الطفل وليس إنجاب الطفل، والكتاب المقدس يشجع على تربية الأطفال اليتامى سواء من أقاربهم أو غير أقاربهم، وقد يكون ذلك في نطاق أسرة أو على مستوى أعم مثل الملاجئ. فيمكن لأسرة أن تتبنى طفلًا سواء أكان لديها أطفال أم لا.

التبرع فضيلة، ولكنه يتحول إلى خطية إن تعارض مع وصية الله، فالتبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات أو قبول هذا التبرع لمعالجة العقم أمر مخالف لوصية الله الذي منذ البدء وضع أن يكون الإنجاب من خلال أسرة من رجل وامرأة يباركهما الله في سر الزواج المقدس.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx