عزيزي القارئ بعد أن تحدثنا عن بعض مشاهير الأطباء في العصر الحديث، وبصلوات أبينا الطوباوي قداسة البابا تواضروس الثاني، سوف نتحدث في الأعداد القادة عن مشاهير المهندسين الأقباط الذين ساهموا بقدر كبير في صنع الحضارة المصرية ورفعوا اسم بلادهم عاليًا في المحافل الدولية والعالمية ومنهم نذكر:
د.وليم سليم حنا-عميد المهندسين الإنشائيين
(1897-1980)
وُلِد سليم حنا بمحافظة أسيوط في أكتوبر 1896م، وتخرج من مدرسة المهندسخانة عام 1920م، وبعدها سافر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في الهندسة، وتمكن من الحصول على بكالوريوس الهندسة من جامعة برمنجهام عام 1923م، ودرجة الكتوراه في الهندسة عام 1926م.
د. وليم سليم حنا - أعمال وإنجازات:
إنجازات عديدة قام بها الدكتور سليم حنا في مجال الهندسة، فقد عمل مدرسًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1926م، ثم مديرًا لمعمل أبحاث الخرسانة عند إنشائه عام 1932م.
تم تعيينه مديرًا لمعمل أبحاث ميكانيكا التربة عام 1933م، ثم أستاذ كرسي الخرسانة بالكلية (1941-1952).
بعد قيام ثورة يوليو 1952م تم تعيينه وزيرًا للشئون البلدية والقروية (1952-1954).
بعد الوزارة عمل مهندسًا استشاريًا في مكتبه الخاص، وأستاذًا غير متفرغ بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
اختير عضوًا بمجلس إدارة جامعة عين شمس عام 1954م، كما اختير عضوًا بالعديد من الجمعيات والهيئات الهندسية بمصر والخارج.
اُنتُخِب نائبًا لرئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية لميكانيكا التربة وهندسة الأساسات سنة 1953م، ونائبًا لرئيس الجمعية الدولية للخرسانة السابقة الإعداد عام (1955-1959).
د. وليم سليم - أبحاث ومشروعات:
د وليم سليم له العديد من البحوث العلمية المنشورة والأوراق المقدمة لمؤتمرات مصرية ودولية.
قام بإنشاء محطة أبحاث بمنطقة جليم بالإسكندرية، وأخرى باشتوم الجميل على طريق بورسعيد-دمياط لدراسة الخرسانة المسلحة وتأثير مياه شواطئ البحر الأبيض المتوسط عليها. وكان للنتائج العلمية التي توصلت إليها محطات الأبحاث هذه قيمة علمية واقتصادية كبرى.
كان أول من أدخل علم أبحاث التربة عام 1931م في برامج كلية الهندسة، وأول من مثّل مصر في المؤتمر الدولي لميكانيكا التربة وهندسة الأساسات بأمريكا عام 1936م، وأول مصري يقوم بتدريس الخرسانة المسلحة في كلية الهندسة 1938م، بعد أن كان تدريسها قاصرًا على الأجانب. أما أهم مشروعاته الهندسية على الإطلاق فهو ذلك المشروع الذي قام به بالاشتراك مع المهندسين مصطفى شوقي وعبد الرحمن حلمي الرملي عندما كلّفته هيئة اليونيسكو بإنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة من الغرق تحت مياه السد العالي. ونجح فريق العمل بدرجة رائعة في هذه المهمة تحت رئاسته، واختير هذا المشروع بواسطة الهيئة العالمية كأحسن مشروع هندسي في العالم لعام 1980م.
من المشروعات الأخرى التي قام بتنفيذها: كنيسة السيدة العذراء بالزمالك، دار الهلال، فندق النيل هيلتون، فندق رمسيس هيلتون، شركة مصر للحرير الصناعي، المطابع الأميرية بامبابة، مطبعة أوراق النقد بالهرم، محطة كهرباء طلخا، محطة دمنهور، محطة كفر الدوار وغيرها... وهو أول من فكر في إنشاء مترو الأنفاق وحدّد تكلفته وكانت وقتها ضئيلة جدًا، ولكن لم ينتبه أحد لفكرته.
وهكذا قدم الدكتور وليم سليم حنا لبلاده خدمات جليلة سوف تظل باقية وشاهدة على وطنية ونبوغ هذا المهندس القبطي، وتوفي عام 1980م.