اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4907 مايو 2021 - 29 برموده 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

الخادم وكلمة الله (1)

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

07 مايو 2021 - 29 برموده 1737 ش

الخادم هو تلميذ أمين للكتاب المقدس، ويتلذّذ بالكلمة، ويعكف على قراءتها ودراساتها، وله جلسات طويله في نورها ومحبتها، وهذا ما يدفعه إلى كثرة الحديث بها وعنها...

وإن كان الكتاب المقدس ضروري لأي إنسان، فبالأولى كثيرًا لكل خادم وخادمة، فهو يحيا بها قبل أن يقدمها للآخرين، ويلهج بها نهارًا وليلًا، فهي سراج للأرجل وزاد للطريق ونور للسبيل.

وجد معلمنا داود الكلام كالشهد فأكله وتلذّذ به، وصار يبتهج به أكثر من الغنائم الكثيرة، وصارت الكلمة مصدرًا للتوبة والمشورة والتعزية والتقديس.

هكذا الكلمة بالنسبة للخادم، يجب أن تكون هي الدافع الأكبر للتوبة والتغيير والتقديس الداخلي، وحين تثمر في داخله تخرج لتنادي وتكرز بالتوبة والتقديس للآخرين.

+ من أخطر دوافع الخطية والابتعاد عن الله هو الابتعاد عن كلمته، كما قال القديس جيروم: "الجهل بالإنجيل هو علّة جميع الشرور".

+ رأينا ذلك بوضوح في تاريخ شعب الله حيث كانت فترات الضعف هي فترات الابتعاد عن الشريعة وتركها..

+ صنع الله بيوشيا الملك حركة إصلاح في الشعب حين وجدوا سفر الشريعة في بيت الرب بعد أن كانت مهملة وغير معروفة منذ أيام صموئيل النبي.

وأحضرها يوشيا وأخذ يسمع.. وقيل عنه «ولما سمع الكلام مزّق ثيابه» (وهذا يعلن لنا مقدار تأثير الكلمة وسلطانها)، ولما رأى الله أنه تواضع أمامه ورقّ قلبه ومزق ثيابه وبكى، قال: قد سمعت أنا أيضًا (2أخ27: 34)، وبدأت حركة الإصلاح بالشريعة.

+ وكذلك أيضًا أيام يهوشافاط الذي اجتهد أن يصلح الشعب بالشريعة، فأرسل الكهنة ومعهم سفر شريعة الرب وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلموا الشعب.

ليت كل خادم يُقال عنه ما قاله يهوشافاط الملك عن أليشع النبي «عنده كلام الرب» (2مل12:  3)، فالخادم يُعَد مستودعًا وخزانة لكلمة الله، يخرجها من قلبه وعقله، فتبهج نفس السامع وتذيب القلب وتغير الحياة.

+ وما أروع ما قام به عزرا الكاتب الذي هيّأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها، وليعلّم إسرائيل فريضة وقضاءً، ولأن الشعب كان قد نسي الشريعة وسلكوا بحسب أهوائهم، واختلطوا بالشعوب الغريبة وسلكوا بحسب عوائدهم، ولكن حين قرأ عليهم الشريعة أجابوا: آمين آمين، رافعين أيديهم، وخرّوا وسجدوا للرب على وجوههم إلى الأرض، وبكوا وصاموا ولبسوا مسوح وجلسوا في التراب، وكانت النتيجة المفرحة أن انفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء، واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، وقطعوا عهدًا مقدسًا، وقالوا: كما كلمتنا هكذا نفعل، وطردوا النساء الغريبة. وهذا يعلن لنا مقدار تأثير كلمة الله، وقد فعلت ما يعجز عنه أي نبي أو كاهن أو كارز، فهي القادرة على قطع قيود الشر ونقل الحياة من سلطان الظلمة وقيود الخطية إلى حرية مجد أولاد الله، فسلطانها وصل إلى حد طرد الزوجات الغريبات.

فلنتعلق بها ونثق في تأثيرها، فهي وحدها القادرة على فعل ما عجزنا ونعجز عنه...

وللحديث بقية.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx