اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4904 يونيو 2021 - 27 بشنس1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

ملاحظــات لغويـة على القــراءات الليتـورجيَّـة(9)

القمص تادرس دانيال كاهن كنيسة العذراء بالجلاوية – إيبارشية إخميم

04 يونيو 2021 - 27 بشنس1737 ش

"خلاصًا مقدسًا"

ترد عبارة: "قوتي وتسبحتي هو الرب وصار لي خلاصًا مقدسًا" في التسبحة التي تسبح بها الكنيسة رب المجد في أسبوع البصخة المقدسة، وهي التسبحة المعروفة: "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد..." والتي يُزاد عليها في الساعة الحادية عشرة من يوم الثلاثاء عبارة "مخلصي الصالح"، ومن الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس الكبير تزاد عبارة "قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصًا مقدسًا". وبخصوص هذه.العبارة نشير إلى:

1- إن هذه العبارة لها أصل في (إش١٢: ٢) «هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا»، وفي (مز١١٧: ١٤) «قُوَّتِي وَتَرَنُّمِي الرَّبُّ، وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا»، وفي الترجمة القبطية المأخوذة عن السبعينية ورد النص هكذا: «قوتي وتسبحتي هو الرب وصار لي خلاصًا» (مز١١٧: ١٣).

2- لم ترد الصفة "مقدسًا" لا في النص العبري، ولا في السبعيني، ولا في النص القبطي.

3- إن الصفة "مقدسًا" جاءت في تسبحة البصخة: (ثوك تى تيجوم...) ولكنها وردت صفة للمذكر وليس للمؤنث(افؤواب)، وليس(إسؤواب).

٤- حسب النص القبطي تعود الصفة "مقدسًا" على الرب وليس على الخلاص، ولكن المشكلة في الصياغة العربية حيث "مقدسًا" لا يمكن أن تكون نعتًا (صفة) للرب، لأنها نكرة والمنعوت (الرب) معرفة، وحسب قواعد العربية، النعت والمنعوت يتطابقان في التعريف والتنكير، لذلك فإن الصياغة العربية تجعل"مقدسًا" نعتًا لـ"خلاصًا"، ولكن في النص القبطي نجد أن "خلاصًا" تأتي مؤنثة (سوتيريا) فيما ترد (مقدسًا) مذكرة، ومن ثَمّ لا يمكن أن تكون نعتا لـ"خلاصًا" بسبب أنّ الأخيرة مذكرة والأولى مؤنثة (سوتيريا)، لأن النعت والمنعوت يتطابقان في التذكير والتأنيث، ومع ذلك فإن إعراب العبارة: "قوتي وتسبحتي هو الرب وصار لي خلاصًا مقدسًا" قد يساعدنا في الوصول إلى المعنى المقصود، وهذا هو الإعراب:

قوة مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وتسبحتي معطوف على قوتي ويأخذ حكمه الإعرابي، هو: ضمير فصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الرب خبر (قوتي) مرفوع بالضمة الظاهرة. ويمكن إعراب هو مبتدأ ثانيًا، والرب خبر للمبتدأ الثاني، وجملة "هو الرب" في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وصار الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، صار، فعل ماضٍ ناسخ من أخوات كان يدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول وينصب الثاني، واسم صار ضمير مستتر تقديره هو (الرب). لي، اللام حرف جر، والياء ضمير مبني على السكون في محل جر، وخلاصًا خبر صار منصوب بالفتحة الظاهرة، مقدسًا نعت منصوب بالفتحة الظاهرة للمنعوت (خلاصًا) ومن الإعراب السابق نفهم أن خبر صار (خلاصًا) هو نفس المبتدأ، بمعنى أنّ الرب هو خلاص مقدس، فهنا مقدس نعت للخبر(خلاصًا) وبما أن الخبر هو نفس المبتدأ، فتكون (مقدسًا) نعتًا لـ(خلاصًا) وهذا الخلاص هو الرب، فالرب هو الخلاص، والخلاص هو الرب.

وبناء على ذلك فإنه يجب الإبقاء على النص كما هو في صيغتيه القبطية والعربية، لأن الرب هو الخلاص، والخلاص هو الرب.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx