اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4913 أغسطس 2021 - 7 مسرى 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

العذراء وذبيحة التطهير

نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام

13 أغسطس 2021 - 7 مسرى 1737 ش

العذراء الطاهرة مريم، تقدمت بوداعة، وانكسار قلب، لكهنة الهيكل، في اليوم الأربعين لولادتها الطاهرة لمخلص العالم؛ لتقدم ذبيحة عن تطهيرها!

العذراء، وهي تعلم أنها والدة الإله، وهي متيقنة كيف حبلت بابنها القدوس، بدون زواج، وبالروح القدس. وتعلم قيمة ومقام المحمول بين يديها، لم تلتمس لنفسها استثناءً من واجبات الناموس، ومتطلّبات التطهير، كباقي النساء اللواتي يلدن.

لم تكن تعرف بعد، أن ابنها نفسه، سيُخضع نفسه للناموس، ويكمل كل برّ.

لم تكن سمعت بعد ابنها، وهو يعلّم: ما جئت لأنقض بل لأكمّل.

لم تفكر إلى لحظة: هل ابنها الطفل الإلهي سيقبل الختان، أم أنه لا يحتاجه؟ سيخضع لناموس الأربعين أم يُعفى منه؟!

ولكنها في براءة النفس الوديعة، وقفت في الطابور، تنتظر دورها بين النساء؛ لتقدم ذبيحة تطهيرها!

فوجئت العذراء أن القديسين قد تجمّعوا حولها، يتكلمون عن وليدها الطفل الرضيع. سمعان الشيخ، وحنة بنت فنوئيل من سبط أشير، مع كل الذين يتوقعون فداءً في إسرائيل. كيف تجمّع هؤلاء؟ ومن الذي أعلمهم ودعاهم؟ لقد جاؤوا كسرب الحمام المبشِّر بالخيرات والسلام. انجذبوا دون أن يدروا، إلى مشتهى الأجيال، الذي اشتهى أنبياء، وملوك، وآباء أن يروْه.

لم تتعجب العذراء، فلقد سبق ان رأت الملائكة، والرعاة، والجموع، وقت ميلاد الابن العجيب. لقد تكلمت مع جبرائيل رئيس الملائكة العظيم، وتناقشت معه عن كيفية حبلها، وهي بتول. إنها تعودت على الملائكة، والقديسين، وصحبة الأبرار، كزكريا واليصابات. حقًا تقول في شفافية الأبرار:" لأني لا أعرف شيئًا سوى صوت الملاك، يبشرني بفرح آتٍ إليّ من السماء".

وكانت هذه الأم الأعجوبة والوديعة، تحفظ جميع هذا الكلام، متفكرة به في قلبها، المنوّر والهادئ والجميل.

طوباكِ يا أم النور، يا والدة الإله، يا شفيعة في جنس البشر، لأنك بالحقيقة فخر جنسنا. اشفعي فينا، أمام ابنك الحبيب؛ ليغفر لنا خطايانا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx