اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4913 أغسطس 2021 - 7 مسرى 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 31-32

اخر عدد

من يرمّم الثغر؟! مؤتمر الثلث ساعة

القس بولس حليم

13 أغسطس 2021 - 7 مسرى 1737 ش

إنها الحرب الرابعة، تلك الحرب التي يشنها عدو الخير الآن على الكنيسة، حرب يتعرض لها أولادنا وشعبنا ونتائجها ستؤثر على الكنيسة، على تماسكها ورسالتها، إنها حرب المشغولية وتزييف الوعي، فيها جعل الشيطان الإنسان متمركزًا حول ذاته في أنانية بغيضة، وتوحّد الكثير من الشباب مع الميديا وعاشوا في عالم افتراضي، بل ووقع البعض منهم في الإدمان الرقمي بصورة مرعبة.

مساكين بالفعل أطفال وشباب اليوم لإنهم يتعرضون لاستنزاف وقتهم وبالتالي حياتهم، ويتعرضون أيضًا لتزييف وعيهم. فحين يكون متوسط جلوس الفرد أمام السوشيال ميديا من ٦-٨ ساعات يوميًا، فهذا يعرّضهم لسلب حياتهم الإيمانية والكنسية بل وإنسانيتهم. وأيضًا مساكين الخدام في أيامنا هذه لأنهم يتعرضون لتحديات اقتصادية واجتماعية واستهلاكية أصعب بكثير من ذي قبل. فهم لم يعد لديهم الوقت الكافي للخدمة أو للامتلاء بالتعليم الكنسي الدسم اللازم لحياتهم ولخدمتهم.

والنتيجة هي تسرُّب البعض من المخدومين من الكنيسة ومكوثهم على منصات السوشيال ميديا يتلقون الفتات من التعليم الكنسي. واكتفى الكثيرون بشكلية العبادة وسطحية التعليم وبردت محبة الكثيرين.

فما هو الحل؟! ألا يوجد من يرمم الثغرة؟!!

بالطبع يوجد حل، فدائمًا تتعرض الكنيسة لحروب وتخرج منها منتصرة بأولادها الغيورين الممتلئين نعمة، فالكنيسة منذ نشأتها وهي في حالة حرب مع الشيطان، لقد حاربها بحروب عديدة ليفتح ثغرات في سور علاقتها بالله.

الأولى كانت حرب الدم، وفيها أشعل الشيطان الاضطهاد في الكنيسة، ورمّم أبناؤها الشهداء هذه الثغرة بدمهم الزكي الطاهر.

وعندما فشل الشيطان في هذه الحرب أثار الحرب الثانية وهي حرب البدع والهرطقات والتشكيك في طبيعة المسيح وغيرها من الانحرافات الإيمانية، ونجحت الكنيسة متمثلة في أبنائها أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس في أن تغوص في كلمة الله وتخرج منه جددًا وعتقاء ورمموا الثغرة.

بعدها شن الشيطان جولته الثالثة بموجة من التعاليم الغريبة على كنيستنا، مع ندرة المعلمين الكنسيين، فرمّم ابنها البار حبيب جرجس الثغرة بإعداد ٢٢٠ ألف خادم.

وهكذا كان الشيطان يشن الحروب، والكنيسة تنتصر بأولادها. ولكن الكنيسة اليوم يا أحبائي تواجه أكبر تحدٍّ على مرّ تاريخها، لن يجدي معه التعليم السطحي أو الأيادي المرتخية أو العبادة الشكلية. ولذلك لا بد للكنيسة أن تطوِّر أدواتها واستثمار كافة إمكانيات أولادها لتستطيع مواجهة هذه التحديات.

والحل يكمن في أمرين..

الأول: العمق: وفيه يتمتع كل عضو بعلاقة عميقة وحية ومشبعة مع الله، وهنا أتذكر موقف لأحد آباء الكنيسة، فقد أرسل المسؤول عن المؤتمر بعض خدامه ليُحضِروا المتكلم (أبونا تادرس يعقوب) من مكان يبعد عن المؤتمر ثلث الساعة، وفي السيارة سأل الخدام أبونا أسئلة عن سياسة الكنيسة، فكان رد أبونا: "أنا يا أحبائي مشغول هذه الفترة برسالة فيلبي، وفتح الإنجيل وتكلم معهم في الرسالة. وفي نهاية المؤتمر سأل المسؤول خدامه عن تقييمهم للمؤتمر، فكانت الإجابة إن أفضل ما في المؤتمر هي الثلث ساعة التي قضوها مع أبونا في السيارة. هكذا يكون الحال عندما يتواجد أناس الله في مكان. فقد كان تأثير الثلث ساعة أكثر من تأثير أيام المؤتمر الأربعة.

الأمر الثاني: أن يكون كل عضو في الكنيسة عضوًا فَعَّالًا وليس متلقيًا فقط، كل عضو هو حبيب جرجس جديد يرمم الثغرة. اذًا فالأمر يحتاج أن ينتفض الجميع في غيرة روحية إنجيلية على كنيسة الله، الأب في أسرته، والخادم في خدمته، والكاهن في كنيسته. إنها ساعة الآن لنستيقظ ونقوم لنرمّم الثغرة. نكرز في وقت مناسب وغير مناسب. نعلي صوت الإنجيل في بيوتنا، ونتكلم عنه مع جيراننا وأصدقائنا المسيحيين في العمل وفي الشارع وفي كل مكان، نعلي صوت الإنجيل أعلى وأعلى.

قوِّموا الأيادي المسترخية، وشدّدوا الركب المخلّعة، وقوّوا النفوس الضعيفة، وأجبروا القلوب الكسيرة، وارفعوا النفوس المحبطة واليائسة، وانشروا الرجاء وبشارة الفرح، وفرّحوا قلب المسيح ورمموا الثغرة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx