اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4910 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

ملتقى لوجوس الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

10 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش

إعداد اللجنة المنظمة لملتقيات الفرح

هو الحلقة الثانية من سلسلة ملتقيات الفرح، وقد أُقيمت الحلقة الأولى من سلسلة ملتقيات الفرح -WYW الأسبوع العالمي للشباب- لشبابنا خارج مصر بعنوان ”العودة للجذور“ في 2018.

أمّا الحلقة الثانية من سلسلة ملتقيات الفرح LFY (Logos Forum for Youth) لشاببنا داخل مصر تحت عنوان ”التمتع بالجذور“. كان من المُقرَّر إقامة فاعلياته العام الماضي 2020، ولكن تم تأجيله بسبب انتشار وباء كورونا.

وكان حضور الشباب المشاركين بناء على اختيار الآباء الأساقفة، حيث شملت شروط الاختيار أن يكون شاب له تواجد في الكنيسة، وأن يكون السن من 20 حتى 25 سنة. وجدير بالذكر أنه قد تم اختيار حوالي ما يقرب من 200 شاب السنة الماضية لحضور الملتقى من بين 74 إيبارشية وقطاع خدمي، وعندما تم تأجيله إلى السنة الحالية قررت لجنة المنظّمين برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني الإبقاء على اختيارات الشباب.

وقد أبدى الآباء الأساقفة اهتمامًا بالغًا في اختيار المشاركين، حيث قام بعض الآباء الأساقفة بعمل امتحانات للمختارين، والبعض الآخر مقابلات شخصية للشباب، للتأكد من ترشيح الشباب المناسب لتمثيل الإيبارشية داخل الملتقى.

قام المنظّمون باستقبال الشباب من يوم السبت ٢١ أغسطس حتى 22 صباحًا.

وقام قداسة البابا تواضروس الثاني مع لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة بافتتاح الملتقى في حفل مهيب بمركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وألقى قداسته كلمة رحّب خلالها بالشباب المشاركين، وأشار فيها إلى أن الشباب هم أغلى ما لدينا على أرض مصر، وأن نتمتّع بالجذور، فجذورنا ممتدة في كل مكان في أرض مصر.

وقام قداسته في اليوم التالي ببداية الملتقي بالقداس الإلهي بحضور الـ200 شاب.

وكان مشاركة الشخصيات الناجحة على مدار أيام الملتقى مثالًا يُحتذى به للشباب، فقد قام بالمشاركة بمحاضرة أو لقاء كلٌّ من:

1- د/ أشرف صبحي - وزير الشباب والرياضة.

2- د/ رشا عياد راغب - المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب.

3- د/ جاكلين عازر - نائب محافظ الإسكندرية.

4- د/ بيتر ميمي - المخرج التلفزيوني.

5- م/ ماريان عازر - النائب السابق بمجلس الشعب، ومعاون وزير الاتصالات للمبادرات الاستراتيجية.

وقد اتفقوا جميعًا على أهمية الاجتهاد وضرورة إعادة المحاولة للوصول إلى النجاح.

أمّا بالنسبة للزيارات الخارجية، فكانت تتنوّع بين الجانب الروحي والجانب الوطني والثقافي. فقد شملت:

1- على الجانب الثقافي: أ. مكتبة الإسكندرية. ب. قصر عابدين. ج. متحف الحضارات.

2- على الجانب الكنسي: أ. دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. ب. دير الأمير تادرس للراهبات. ج. كنيسة المرقسية بالإسكندرية. د. دير أبوسيفين بمصر القديمة. ه. كاتدرائيه ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.

3- وعلى الصعيد الوطني والعسكري: أ. أكاديمية ناصر العسكرية. ب. إنشاءات العاصمة الادارية الجديدة والمدينة الأوليمبية.

أمّا بالنسبه للجانب الروحي، فكان هدف الملتقى هو إيجاد الفرح، وأن الفرح الحقيقي لا وجود له إلّا في الحياة الروحية السليمة والشركة مع المسيح، فتخلّل اللقاء:

1- حضور قداسات.

2- حضور تسبحة.

3- عمل دروس كتاب لدراسة رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل فيلبي ورسالة معلمنا يعقوب.

4- كلمات روحية عن الفرح ”لماذا لا نجد الفرح؟ وكيف نجده؟“ وشارك فيها القمص بولس جورج، والقس موسى نصري، كاهنا كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة.

5- عمل اجتماع صلاة للشباب.

وكــــان لـــــورش العمــــــل مكــان واضــــح فـــــي اللقـــــــاء للتعــــــرُّف علـــــــــــــى جذورنا المختلفة:

1- طريقة رسم الصليب القبطي - اليوطا.

2- ورش عمل مركز سفينة للإبداع.

3- زياره المكتبة البابوية داخل المقر البابوى بدير الأنبا بيشوي.

4- ورش عمل كنيستي المتطورة للتعرُّف على أفكار جديدة للخدمة.

وتخلّل اللقاء يوم عمل لتحضير 1500 كرتونة، و1000 شنطة مدرسية، و1000 شنطة عناية شخصية، وتركيب 200 مكتب، وتم توزيع جزء للقرى المحيطة بمنطة كنج مريوط، وتسليم الجزء الآخر لمبادرة حياة كريمة، حيث شارك مجموعة من الشباب في توصيل المواد للقرى المشاركة.

وقد حرص قداسة البابا في عظة الأربعاء أن تكون في مركز لوجوس البابوي مع الشباب، بحضور لفيف من الآباء الأساقفة، وتكلم قداسته عن كيف تكون إنسان الله؟ وأن إنسان الله دائمًا يكون فَرِحًا (تجدها منشورة في هذا العدد صـ12).

أما عن الغذاء الرسمي في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية فكان بحضور:

1- معالي وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج د/ نبيلة مكرم.                            2- معالي وزير الشباب د/ أشرف صبحي.

3- محافظ الإسكندرية اللواء/ محمد الشريف.                                                4- نائب محافظ الإسكندرية الدكتورة جاكلين عازر.

5- رؤساء لجان مجلس الشعب.                                                            6- بعض أعضاء مجلس الشعب.

7- مجموعة من رجال الأعمال.

وقد أُقيم هذا العذاء على شرف الشباب المشاركين في الملتقى.

وللجانب الفكري والنقاشات مجال في برنامج الملتقى، وذلك لسماع رأي الشباب المشارك الممثّل لإيبارشياتهم، حيث تم تقسيم الشباب على موضوع من خمسة موضوعات تشغل فكر الكنيسة شعبًا وقيادةً كالتالي:

1- الشباب والوطــــــن.

2- الشباب والفنـــــون.

3- الشباب والميديـــا.

4- الشباب والأســـرة.

5- الشباب والخدمة.

وخــــــــلال ثـــــــــلاث جلســـــــــات تحضيريــــــــــــة تسبـــــــــق الجلـســـــــــة الختامية، قام الشبـــاب بمناقشة الموضوعــــــــــــات مـــــــــن جميــــــــــــع الجوانب، والتوصُّل لورقة نهائية تم تقديمهـــــا لقداســـــــة البابــــــــا في الجلسة الختامية.

وقد حرص قداسة البابا حضـــــــــــور الجلســـــــــة الختاميــــــــة بنفســـــــــــــه، والاستمــــــــــاع للشباب وآرائهــــــــــم المتعلّقـــــــــــة بالقضايـــــــــــــا السابق ذكرها.

وأخيرًا أُقيمت فعاليات ختام الملتقى بمقر لوجوس بحضور قداسة البابا ولفيف من الآباء الأساقفة والكهنة، وتم توزيع الهدايا التذكارية وشهادات للشباب المشارك.

ملتقى لوجوس وسلسلة ملتقيات الفرح هدفها توصيل الفرح بصورة حيّة مُعاشة للشباب، وأن نجد المسيح والحب وسط كل مشغوليات العالم، وأن نتعرف على وطننا وجذور آبائنا القوية التي سقاها الآباء.


عظة يوم الأربعاء 25 أغسطس 2021م، بحضور شباب ملتقى لوجوس الأول، من كنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي

إنسان الله

أريد أن أكلمك أنت أيها الشاب المبارك وأنتِ أيتها الشابة المباركة والشباب المتميز في كنيستنا وعلى أرض مصر عن إنسان الله.

يقولون عن الإنسان إنه 3H، heart قلب، head عقل أو رأس، وhand يد، وهذه الثلاثة تكوّن الإنسان، وأضع لك في كل واحدة منهم آية صغيرة من ٣ كلمات كمبدأ من مبادئ الحياة:

(١) القلب: وهو العضو الغير مرئي لنا ولكن مرئي لله، نضع فيه الآية «مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا» (2كو5: 14). مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا، فوقنا وتحتنا ويسارنا ويميننا وأمامنا وخلفنا، وفي طفولتنا وفي شبابنا وشيخوختنا. ضع هذه الآية في قلبك ونحن نبني مع بعض إنسان الله.

(٢) العقل: العقل هو الفكر الذي يقود الحضارة، ونضع فيه آية جميلة «لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ» (2كو1: 10)، لدينا رجاء في شخص المسيح. إيَّاك أن تفقد رجاءك وبالذات في سن الشباب الجميل. آية «لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ» يحكمها آية مهمة جدًا كلكم تحبونها «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رومية 8: 28)، وهذه الآية تُعجبني شخصيًّا لأنها تعني كل الأشياء التي في حياتنا الصغيرة والكبيرة، الحلوة والمرة، القريبة والبعيدة، التي نعرفها والتي لا نعرفها، ربنا يأخذها (ويضربها في الخلاط) ليصنع أمرًا جميلًا.

(٣) اليد: اليد رمز للعمل، ولها آية جميلة قالها بولس الرسول: «الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ» (غل5: 6)، إيمانك ليس مجرد مصطلحات فقط، ولكن لا بد أن يُترجم إلى أعمال محبة، فإيمانك مسيحي وأرثوذكسي وتنتمي للكنيسة القبطية وهذا رائع، وإيمانك هذا قديم وله جذور في آبائنا وكتاباتهم وسيرهم وأقوالهم وحياتهم كلها، ولكن انتبه: الإيمان ليس لفظًا لغويًا مجردًا بل حياة.

+    +        +

لماذا يوجد ناس غير فرحين؟ من هم الذين لا يعرفون الفرح:

أولًا: البعيدون. أصحاب القلب الغليظ، مثل الشاب الغني الذي حزن بسبب قول الرب: «اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ...»، جاء السيد المسيح على نقطة ضعف هذا الشاب، وكانت النتيجة أنه مضى حزينًا، وأحيانًا كما نسميه الشاب الغني، نسميه الشاب الحزين.

ثانيًا: المعاندون. هذا ما حدث مع السيد المسيح «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ»، فإياك أن تقع في هذا الفخ، فالمعاندون لا يستطيعون تمييز صوت السيد المسيح.

ثالثًا: المشغولون. وهؤلاء كثيرون، وهم لهم مَثَل في الإنجيل، عندما دعاهم الملك للعُرس، فمنهم مَنْ قال إنه اشترى بقرًا ويريد أن يتفقده، والثاني قال إنه متزوج حديثًا، والثالث قال إن لديه أعمال يريد مباشرتها، وبدأوا يستعفون.. إيَّاك أن يحرمك الانشغال من فرح المسيح. عليك أن تستذكر وتجتهد وتتقدم وتصنع مشاريع وتحقق نجاحًا كبيرًا جدًا وهذا كله يحبه المسيح، لأنه لا يحب الكسل، وفي نفس الوقت لا تنسَ نصيب المسيح في حياتك.. كُن متوازنًا.

رابعًا: المؤجِّلون. الذين يؤجلون أي شيء، فمثلًا يقولون عندما نتخرّج نعرف المسيح، أو عندما نشتغل سنخدمه، وهكذا... انتبه من فضلك: فالتأجيل لص الحياة. أثناء صلاة نصف الليل نقول اِحمِنا يا رب من خطية تُدعى "تسويف العمر باطلًا"، أي التأجيل للغد أو للسنة القادمة أو لأي سبب، وهكذا يتسرّب العمر منك.

خامسًا: الكسالى أو المتكاسلون. وهؤلاء يميلون للكسل وللتراخي ولعدم الجدية ولا يمكن الاعتماد عليهم، ويبرّرون بالنسيان مثلًا، فالكسل لا يحقق النجاح.

سادسًا: المكتفون. وهو الشخص الذي يكتفي بما فيه، يكتفي بالعادات والممارسات دون العمق، فإيَّاك أن تعيش على السطح، بل اُدخل إلى العمق وتعلّم واِجعل حياتك مثمرة ومليئة. السيد المسيح يقول: «أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ»، إذًا السيد المسيح يريد أن تكون نحو الأفضل مع مرور الوقت ودائمًا في حالة تقدم، لأن التقدم علامة نمو وحياة.

سابعًا: المُحْبَطُون. الذي تنكسر نفسه سريعًا، فمثلًا قد يحدث أننا كشباب نسقط ولكن المهم أن تقف وتكمل، فمثلًا عند الاعتراف يقول الشخص لأب اعترافه إنه وقع في نفس الخطية التي اعترف بها سابقًا، ولكن الكاهن يقول له فلنحاول مرة أخرى ونأخذ تدريبات أكثر.. يقول ميخا النبي «لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ».

ابتعد عن كل هذه الفئات التي لا تعرف الفرح، واجتهد أن تكون إنسانًا نشيطًا، ونقول عنه كل يوم في التسبحة: "قوموا يا بني النور"، وهؤلاء لديهم عقل منير وقلب منير وفكر منير، وعاشوا اختبار القيامة، فعِش بهذا الفكر...

+    +        +

أعود بك عندما خلقنا ربنا وكيف كان يفكر بنا؟!

(1) قبل أن تُوجد على الأرض كنت فكرة في عقل الله، مثل الفنان الذي تكون في عقله فكرة ويقوم برسمها فتكون لوحة جميلة.. كل واحد منّا كان فكرة في عقل ربنا، والله منشغل بك ويريد أن يوجدك.

(2) عندما أوجدك الله، صنع لك خطة لأنك محبوبه، وهذه الخطة لقصد وهدف ورسالة، وأجمل شيء أن تضع نفسك في يد الله وتصير مثل العجين ليصنع منك شكلًا كما يريد. المهم أن تكون أمينًا فيما تصنع وأن تكون راضيًا، لأن المتذمر لا يحقق أيّة نتيجة.. ولا يختلط الأمر عليكم بين الرضا والاستكانة والتي تعني أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان..

(3) ربنا فرح بك جدًا، لهذا عندما خلقك وخلق الإنسان قال «حسن جدًا»، كل الخليقة حسن good ولكن عند الإنسان قال very good حسن جدًا، يالسعادة مَن يُمجد الله في حياته وفي علمه وفي عمله وفي دراسته في كل عمل صالح.

+    +        +

الآن نحن كشباب ونريد أن تسير حياتنا في الطريق الصحيح، فإليك بعض النصائح:

أولًا، اِجعل عقلك يفكر جيدًا وينقاد بروح الله، لدينا أب اعتراف، وكتب نقرأها، وأيضًا الطبيعة تُعلمنا، وتوجد مصادر عديدة، وكما قال الأنبا أنطونيوس: "ليكن لك شاهد من الكتب المقدسة على كل عمل تعمله"، بمعنى أنك عندما تفعل أمرًا وتحتار فيه اِسأل الإنجيل وابحث عن الشاهد الذي يساعدك ويعطيك سلامة هذه الفكرة أو هذا العمل. مهم أن تكون منقادًا بروح ربنا ولست متطرفًا يمينًا أو يسارًا..

ثانيًا، أن يكون لديك الإحساس والشعور والإنسانية، فالإنسانية صارت في خطر، الشعور بالإنسانية مهم جدًا. يجب أن يكون لديك روح الإنسانية والوفاء والإخلاص والمبادئ الإنسانية الجميلة والتعاطف الإنساني، وعلى الأقل صلِّ من أجل البشر الذين يعيشون في حروب وحرائق... أحد علماء الاجتماع قال: منذ اختراع الموبايل انتهى عصر الإنسانية، وهذا شيء خطير لأننا أصبحنا نتعامل بالآلات، ولكن هذه الآلات ليس لديها إحساس أو مشاعر، فاِنتبه، كيف نشعر ببعضنا البعض وكيف نودّ بعضنا البعض.

ثالثًا، حاول أن تفهم الحياة، من التداريب المهمة بجانب قراءاتكم الروحية، أن تقرأ يوميًّا سفر الأمثال، وأن تقرأه بحسب تاريخ اليوم، فمثلًا اليوم موافق 25 فتقرأ الأصحاح 25، لأنه سفر يُعلم فن الحياة، فمن المهم أن نفهم ونستوعب الحياة. الكتاب يقول لنا «تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ»، إنها مسئولية عليّ أن أجدّد عقلي وذهني، فلا يصحّ أن أكون في القرن الواحد والعشرين وعقلي قديم، ولا يصح أن آخذ رقعة من ثوب جديد وأضعها على ثوب قديم فيتهرّأ الثوب، بل لا بد أن أجدد ذهني لأنه يقود حياتي، إذًا فكّر جيدًا، اُشعر جيدًا، اِفهم جيدًا...

رابعًا، اجتهد جيدًا. كُن دائمًا مجتهدًا، وليس الاجتهاد الدراسي فقط، ولكن أيضًا اجتهاد المعرفة واجتهاد الفهم واجتهاد النظرة للمستقبل، وكن مجتهدًا في عملك، وكما رأيتم في الأيام الماضية الأخيرة نماذج يربط بينهم خيط رفيع وهو الاجتهاد. اِجتهد في حياتك، وضع هذه النماذج الجميلة أمامك.

أخانا الحبيب وأختنا المباركة، إنسان الله هو إنسان مريح، في حياته وفي كلامه، ومريح حتى في أحلامه وفي أشواقه، وفي خدمته ويستطيع أن يخدم مع كل الناس، فهناك البعض trouble maker صانع المتاعب، يتشاجر مع الناس لأنه غير مرتاح مع نفسه، ولكن إنسان الله مريح وبسيط ومتواضع وعينه دائمًا على السماء، بينما نحن على الأرض ونمارس مسئوليتنا ولكن عيوننا على السماء ونصيبنا في السماء. إنسان الله البسيط دائمًا صادق، ولا تخرج من فمه كلمة رديئة أو كذب، بل لديه حكمة، ويستطيع أن يفرح الذين حوله في كل شيء، الابتسامة دائمًا على وجهه، ويرى كل شيء في الحياة جميلًا.

الخلاصة، أعطيك مجموعة أولويات:

(1) الله أولًا: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ». الله أولًا ومشيئة الله أولًا، وإذا فعلت أي أمر اِفعله لمجد ربنا، اِجعل الله أمامك باستمرار وستنجح وتتفوق.

(2) الآخر ثانيًا: الإنسان، أقاربي أو أصدقائي أو جيراني أو زملائي، وحتى مَن لا أعرفهم، «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».

(3) كُن دائمًا صانع سلام: لا تدخل في خلاف بين اثنين وتتكاتف مع أحدهما ضد الآخر وتصبح طرفًا في الخلاف، بل أحِب السلام لأنه «طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ».

(4) اقتنِ نقاوة: اِجعل قلبك نظيفًا بالتوبة والممارسات الروحية والصلوات والقراءات والسماعات الجيدة، «فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا».

(5) اِبدأ دائمًا بنفسك فلا تَدِن أحدًا: «لاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ»، لا تحكم على أحد وتأخذ موقف القاضي، اِبتعد عن الدينونة وإدانة الآخرين، وعبّر عن الموقف بأنه غير سليم مثلًا ولكن لا تصدر أحكامًا على الأشخاص.

+    +        +

ربنا يحفظكم ويبارك في شبابكم وفي حياتكم، ودائمًا تكونون ناجحين وفرحين وقدوة حسنة أمام كل أحد، وتقدمون صورة المسيح الساكن فيكم وصورة الكنيسة التي تعلمتم بها وصورة الأرض التي نعيش عليها صورة مصر وبلادنا المباركة بالتاريخ العظيم الذي نفرح به.

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx