اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4910 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

سلسلة اهتم بأبديتك (٤)
انظروا إلى نهاية سيرتهم

دكتور رسمي عبد الملك

10 سبتمبر 2021 - 5 نسئ 1737 ش

يقول الجامعة: «نهاية أمر خير من بدايته» (جا٧: ٨)، وينصحنا بولس الرسول: «انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم» (عب١٣: ٧)، ويؤكد لنا يوحنا الحبيب أن «العالم يمضي وشهوته» (١يو٢: ١٧)، فيعاود الجامعة مُذكِّرًا: «الشهوة تبطل لأن الإنسان ذاهب إلى بيته» (جا١٢: ٥).

إذًا النداء الأخير الذي تذيعه السماء، قبل ان تؤخذ أنفسنا منّا لمصيرها الأبدي: "لحظات قليلة وتبدأ الرحلة إلى الملكوت، نرجو سرعة التحرك والاستعداد، «استيقظ أيها النائم وقم، فيضيء لك المسيح» (أف٥: ١٤)"، فالإنسان الغارق في خطاياه هو في حكم الميت، ويحيا في قبر من قبور الخطية (قبور الشهوة: شهوة الجسد، والعيون، وتعظم المعيشة)، إن «اهتمام الجسد هو موت» (رو٨: ٦)، ويا ليتنا نتذكر مثل العذارى الحكيمات والجاهلات، حتى نربح حياتنا..  لذلك قم الآن مهما كانت خطاياك، قم الآن واستعد للرحيل، حتى تتمتع بالصوت الالهي: «تعالوا إليّ يا مباركي أبي، رثوا الملك المُعد لكم منذ إنشاء العالم».

تذكر كم حدّثنا السيد المسيح قائلًا: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» (مت١٦: ٢٦). ما أكثر الذين يعيشون على هذه الأرض من أجل ذاتهم فقط، حتى أنهم لا يتذكرون الله خالقهم! وما أكثر الذين يحصرون اهتمامهم في الحياة الأرضيّة فقط، حتى أنهم لا يتذكرون الله خالقهم! وما أكثر الذين يحصرون اهتمامهم في الحياة الارضيّة فقط دون النظر إلى الحياة الابدية!!

من اليسير أن نحيا في هذه الدنيا بلا هدف، دون التأمل والتفكير في الحياة الأبدية التي لابد منها شئنا أم أبينا، ومصير كل واحد منّا يتوقف على أعماله سواء كانت خيرة أو شريرة، وسينال كل واحد إما الحياة الأبدية، او الشقاء الأبدي، لذلك يجب أن نعيش على هذه الارض دون أن ننسى الآخرة، كما يجب علينا أن نضع الله خالقنا نصب أعيننا، مهما كانت مشغولياتنا واهتماماتنا، لأننا مسافرون نحو الأبدية.

إذا طرحنا على كل شخص هذا السؤال:  ما أهم شيء بالنسبة لك في هذه الحياة؟ ستكون الإجابة: النجاح / مركز مرموق في المجتمع / زواج ناجح / تأمين المستقبل لأسرتي / الصحة والستر... وأشياء أخرى.

مما لا شك فيه أن كل هذه الأمور مهمة وضرورية، ولكن يجب علينا أيضًا أن نستعد للساعة التي لا نعلمها، لأن الموت يأتِي في كل لحظة، من منّا يستطيع أن يجزم بأنه يصل إلى نهاية النهار الذي بدأه؟ من ذَا الذي يثق في أن يستيقظ من نومه؟ ليس المقصود من هذه الأفكار أن تقلقنا أو تزعجنا، بل لنصل إلى الحكمة التي بها نعيش على هذه الأرض رغم مشغوليتنا، دون إهمال العناية والاستعداد لآخرتنا، وكما يقول دَاوُدَ النبي في المزمور: «علمنا أن نحصي أيامنا، فتبلغ الحكمة قلوبنا» (مز90: ١٢).

افهم جيدًا قوة هذه الكلمات: الله، الدقيقة، الأبدية.

+  الله: الذي يراك، وقلّما تعبده.

+ الدقيقة: التي تهرب منك، ولا تنتفع منها إلّا قليلًا.

+ الأبدية: التي تنتظرك، وبطياشة تخاطر بها.

لذلك كن حكيمًا، وفكر جيدًا كيف تقضي حياتك على الأرض؟ لأن الله سيطلب منك حسابًا عما فعلته على هذه الأرض، وهل حققت الهدف الذي صنعك الله لتحقيقه؟ وهل استثمرت الوقت الذي أعطاه لك الله وأنت على الأرض، فيما أراده الله لك من تقديم أعمال الخير ومخافة الله، وخدمة وحب الناس، وتجنبت ما يهين الله، ولم تصبح عبدًا للملذات الارضيّة والوقتية والزائلة؟

علينا أن نتذكر جيدًا أن حياتنا على الأرض حياة قصيرة، فالموت يزيل هذه الحياة وأباطيلها، والموت لا بد آتٍ، فلأي هدف مُتنا؟!

السماء هي هدف جميع البشر، للتمتع بالمجد الأبدي في السماء، إن حياتنا كلها من أَلِفها إلى يائها مرتبطة بالسماء، الآن وما بعد الآن، وإلى الأبد.. فهي مرتبطة بالسماء الآن ونحن في الجسد، ومرتبطة بالسماء بعد أن نخلع الجسد، في هذا العالم وفي الأبدية... وما أجمل عبارات صلاة النوم عندما نقول: "هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل، مرعوبًا ومرتعبًا من كثرة ذنوبي، لكن توبي يا نفسي ما دمتِ في الأرض ساكنة، لأن التراب في القبر لا يسبّح، وليس في الموتى من يذكر... بل انهضي من رقاد الكسل، وتضرعي إلى المخلص بالتوبة...

لو كان العمر ثابتًا وهذا العالم مؤبدًا، لكان لكِ يانفسي حجة واضحة... فأيّ جواب تجيبين وأنتِ على سرير الخطايا منطرحة، وفي إخضاع الجسد متهاونة؟!...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx