اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4903 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

مفهوم الصلاة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

03 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش

الصلاة هي صلة بالله، ولا شك أنه تفضُّل من الله أن يقيم علاقة مع الإنسان الذي خلقه. وقيمة الصلاة في قبول الله لها فتصير مصدر غنى للنفس روحيًا، ونحن نعلم أن كل غنى العالم يتضاءل أمام الغنى الروحي الذي من الله عن طريق الصلاة، فالنفس الضعيفة تسترد قوتها من الله بالصلاة، والأبواب المغلقة كلها تنفتح بالصلاة، والقفر الداخلي يتحول إلى خير وغنى بالصلاة، لأن النفس المصلية تشبه سفينة مملوءة بالخيرات وكل محتاج يأخذ منها. وكمثال حين صلى إيليا النبي ألّا تُمطر السماء فلم تمطر ثلاث سنوات وستة أشهر، وصلى أيضًا فأعطت السماء مطرها. وكلما تنسكب محبة الله في قلب الإنسان كلما أحب الصلاة والحديث مع الله وشعر بالمتعة الحقيقية لهذا الحديث، ويشعر المصلي بإحساس الراحة القلبية كمثل مَنْ وصل إلى واحة خضراء للراحة وسط الصحراء.

يذكر لنا الكتاب المقدس أن تلاميذ السيد المسيح طلبوا منه قائلين «علمنا كيف نصلي»، وهذا دليل على مدى اشتياق الإنسان الذي يحب الحياة الروحية مع الله للصلاة وأن يتعلم كيف يصلي بروح بنوية. وفي (رو8: 26): «كذلك الروح يُعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا يُنطق بها».. والمقصود بذلك أن قيادة الروح القدس لنا في وقفات الصلاة أمام الله يؤثر في الفكر البشري بإلهام مستمر ومشاعر وأحاسيس تجاه الله الخالق الذي أحبنا وخلقنا، لذلك يقول الكتاب «طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها»، حقًا إنها منحة من الروح القدس، تلك القوة التي ترافق الصلاة فتصنع عجبًا، إذ ينهزم الشيطان أمام قوة الصلاة، وتُحل المشاكل ويُشفى المرض، بل الصلاة تقيم النفس الميتة بالخطية لكي تتمتع بالحياة الحقيقية مع الله، وأيضًا تمتلئ النفس البشرية بالجرأة والشجاعة والوداعة القوية فيصير الإنسان غير هَيَّاب لا يخاف الموت ولا أي شيء من محاولات الشيطان بحروبه أن يخيف النفس البشرية المرتبطة بالله؛ وكأمثلة: لا ننسى منظر فرعون وجنوده ومركباته والكل غارق في البحر الأحمر بينما عبر موسى النبي وهارون رئيس الكهنة والشعب هذا البحر إذ فتحه الرب أمامهم فعبروا على اليابسة. وأيضًا جليات الجبار سقط أمام داود النبي بحصوة، أسقطه حين قال له «أنت تأتيني بسيف وبرمح، أما أنا فآتيك باسم رب الجنود». كذلك النار لم تؤثر في الثلاثة فتية، والأسود لم تُخِف دانيال النبي وهو مُلقى وسطهم بأمر الملك... حقًا إنها الصلاة التي تعطي القوة والنصرة، وأكد القديس بولس أنه لا شدة ولا ضيق ولا جوع ولا عطش ولا شيء يفصل الإنسان المصلي عن المسيح، حقًا إن الصلاة والقرب من الله يعطي زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن، وهذا هو الغنى الروحي الذي يتمتع به المصلي الذي يسجد لله بالروح والحق مثل كل العباد والنساك والأبرار القديسين الذي ثبتوا في المحبة الإلهية.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx