اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4903 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 47-48

اخر عدد

فكر الأيقونة كتابيًا

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

03 ديسمبر 2021 - 24 هاتور 1738 ش

الفعل خلق باللغة العبرية بمعنى «بارا» أي خلق بجمال وإبداع، أي أن الله خلق كل شيء بجمال وإبداع، إذ «رأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا»، وكان ذلك بعد أن خلق الإنسان، لأن الإنسان هو الوحيد الذي خُلِق على صورة الله ومثاله «فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم» (تك1)، والآية التي تقول «قبل أن تولد في البطن قد صورتك» تعني أن الله قد صوّر الإنسان كأيقونة حسنة جدًا وجميلة جدًا، والصورة هنا بمعنى أيقونة باليونانية.

وقد فرق الآباء بين الصورة «آيقون εἰκών» والشبه طمورفي μορφη»، فيقول القديس إكليمندس السكندري «الصورة نالها الإنسان فور خلقته، بينما الشبه كان مُقدَّرًا أن يتخذه الإنسان من خلال عملية تدرُّج في الكمال». أما القديس كيرلس الكبير له رأي آخر فيشير إلى أن أنه لا فرق في الصورة والشبه، فلا يصح أن نقول إن الله خلق الإنسان على صورته ولم يخلقه على شبهه، ولكن يمكننا القول بأن الإنسان رجع لصورة الله وشبهه بعد الفداء وقبول الإنسان لفداء المسيح كما أشار معلمنا بولس الرسول «لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ» (رو8: 29)، ولا بد أن نعلم أن الله أمر موسى برسامة منظر الشاروبيم والسارافيم عل الحجاب في خيمة الاجتماع، وأمره أن يصنع كاروبين منحوتين ومتقابلين فوق غطاء تابوت العهد. وقد يذهب معنى الأيقونة اليوناني إلى أبعد من ذلك، حيث يعني الكتابة، فعلم «الأيقونجرافي Εικονογραφία» يعني كتابة الأيقونة، لذا فإن الرموز في العهد القديم أصبحت أيقونات في العهد الجديد؛ فإن الحية النحاسية رمز للصليب، وذبيحة إسحق رمز ذبيحة المسيح على الصليب، وفلك نوح رمز لكنيسة العهد الجديد أو للمعمودية وهكذا... لذا نشاهد هذه الأيقونات في الكنائس والأديرة.

إن أول أيقونة ظهرت في بداية عهد الكنيسة الأولى كان أيقونة الصليب حيث ذكر ذلك معلمنا بولس الرسول صراحة «أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا» (غل3 :1)، فمن الواضح أنه من خلال كلمة «رسم» هنا تعني كتابة الصورة، ويقصد الرسول أن أيقونة الصلبوت التي نقرأ فيها كفارة المسيح عنا، وكيف بذل نفسه من أجلنا بموته بالجسد على عود الصليب. غير أن الكتاب المقدس حفظ كرامة الأيقونة التي تصوِّر كل ما يتعلق بالله المتجسد، وملائكته، وقديسيه، والرموز الدالة على فدائه للبشر، وخلاصه للإنسان، وبالمقابل أنهى الله بذاته عن الأيقونة أو أنواع الفن الدالّ على مفردات الإيمان الوثني الباطل، ورموزه وآلهته، لأنه باطل ولصالح الشيطان وكما تقول الآية «لأَنَّ فَرَائِضَ الأُمَمِ بَاطِلَةٌ. لأَنَّهَا شَجَرَةٌ يَقْطَعُونَهَا مِنَ الْوَعْرِ. صَنْعَةُ يَدَيْ نَجَّارٍ بِالْقَدُومِ» (إر10 :3)، وأيضًا «لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي»، وأيضًا «لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ، وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ» (خر20: 23).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx