عقد قداسة البابا خلال الأسبوعين الماضيين عدّة لقاءات مع الآباء الكهنة المسئولين عن خدمة الرعاية الاجتماعية بمختلف إيبارشيات الكرازة، وهو لقاء سنوي يحرص قداسة البابا على إقامته، لمشاركة الخبرات وتوجيه الخدمة لتواكب مستجدات الحياة.
أولًا: إيبارشيات الوجه القبلي من أسوان وحتى المنيا:
أول هذه اللقاءات كان يوم الخميس ٢ ديسمبر ٢٠٢١م، مع كهنة الرعاية الاجتماعية في إيبارشيات الوجه القبلي، من أسوان وحتى المنيا، بإجمالي ٣٠ إيبارشية. وقدم القمص بيشوي شارل سكرتير خدمة الرعاية الاجتماعية عرضًا تحدث فيه عن مشروع «بنت الملك» الذي يهتم بتغطية احتياجات الفتيات وزواجهن مستقبلًا، ومشروع «علّم ابنك» الذي يعتني بمجموعات دراسية مصغرة للطلبة لدعم المستوى الدراسي لهم، وكذلك مشروع «شنطة البركة» مشيرًا إلى أنه يعتني بآلاف الأسر، وكذلك مشروع مصاريف التعليم للمدارس خاصة أثناء الجائحة.
وألقى قداسة البابا كلمة أشار خلالها إلى ثلاث نقاط: (1) البيانات: ضرورة تحديث بيانات الأسر بشكل دائم، وذلك من خلال متابعة التطورات التي تطرأ على حالتهم. (2) الخدمات: الاهتمام بتطوير خدمتهم بشكل دائم بما يعود بالنفع على حياتهم. (3) الأزمات: الوقوف معهم وقت الأزمات سواء الاجتماعية أو النفسية أو الصحية. ودعا قداسة البابا إلى الاهتمام الدائم بإخوة الرب، مشيرًا إلى الآية ١١ من الأصحاح ٢٦ بإنجيل القديس متى: «الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ» أي أنهم معنا دائمًا فلا يجب أن ننساهم أبدًا. وشدد قداسته على ضرورة التزام كافة الكنائس بمبدأ تخصيص ٣٠٪ من ميزانية كل كنيسة لإخوة الرب، ومشروعات التنمية. كما كرم قداسته الخمسة الأوائل ممن شاركوا في مشروع «علم ابنك» من إيبارشية ملوي، وكذلك مشرفي المشروع بالإيبارشية ذاتها.
ثانيًا: إيبارشيات الوجه البحري والقنال
كما عقد قداسة البابا يوم الخميس ٩ ديسمبر ٢٠٢١م، الاجتماع السنوي مع كهنة الرعاية الاجتماعية في إيبارشيات محافظات الوجه البحري والإسكندرية والقنال، بإجمالي (١٦) إيبارشية وقطاعًا رعويًّا. وقدم القمص بيشوي شارل سكرتير خدمة الرعاية الاجتماعية عرضًا تحدث فيه عن مشروع «بنت الملك» ومشروع «علم ابنك» ومشروع «شنطة البركة». وألقى قداسة البابا كلمة أشار خلالها إلى أن طبيعة الزمن الذي نعيشه تتسم بوجود تغيرات حادة، ويجب أن نكون على وعى بها كقادة مؤثرين في المجتمع. وذكر قداسته أربع علامات توصف زماننا هي: (1) جفاف المشاعر بسبب جائحة كورونا ووجود التباعد الاجتماعي، وبالتالي يجب علينا نحن الآباء أن نكون مخازن للمشاعر الإنسانية. (2) اضطراب الطبيعة من فيضانات وزلازل وأوبئة وقضية الاحتباس الحراري، فالأرض التي نعيش عليها غير مستقرة فيجب أن نكون رسالة طمأنينة للآخرين. (3) التكنولوجيا صارت بلا مبادئ، كل يوم نكتشف أخطار التكنولوجيا، فيجب ألا ننساق وراءها. (4) تراجع القيم والأخلاق وتزايد المشاكل الأسرية وتدريس المثلية الجنسية في بلاد المهجر وغيرها، فيجب أن يكون الأب الكاهن حارسًا للأخلاق واستقرار الأسرة وتربية أولادنا. واختتم قداسة البابا بالآية «لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ، حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ» (أم٣:٢٧). كما كرم قداسته العشرة الأوائل ممن شاركوا في مشروع «علم ابنك» من إيبارشية بورسعيد، وكذلك مشرفي المشروع بالإيبارشية ذاتها.
وتضمن اللقاء استضافة لوفد من بنك SAIB برئاسة السيد طارق الخولي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك، الذي قدم شرحًا لمفهوم الشمول المالي، والمنتجات البنكية من قروض وشهادات وحسابات ادخارية، وكذلك البطاقات الائتمانيـــــــــة والخدمات البنكية الرقميــــــــة، وكيفية الاستفادة منها في الخدمة الكنسية، بالإضافة إلى شرح عن مشاريع التمويل العقاري التي تنظمها الدولة عن طريق البنك المركزي وعدد من البنوك وصندوق الإسكان الاجتماعي والتمويل العقاري. كما قدم رئيس مجلس إدارة SAIB الشكر لقداسة البابا والحاضرين متمنيًا استمرار التعاون بين الكنيسة القبطية والبنك.