حرصًا من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشديد -وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني- على مواجهة التغيرات المناخية والتي يعاني منها الجميع على حد سواء، أطلقت الكنيسة «مبادرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمجابهة التغيرات المناخية».
بتشريف وحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، استضافت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الخميس 2 ديسمبر 2021م، بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية بالقاهرة، السيد/ أحمد فتحي أحمد محمد، رئيس مؤسسة «شباب بتحب مصر» والمنسق الوطني للتحالف الأفريقي للمناخ، وبحضور 300 كاهن من إيبارشيات الصعيد المختصين بخدمة الرعاية الاجتماعية، قام السيد/ أحمد فتحي بإلقاء محاضرة عن التغيرات المناخية وترشيد استهلاك الطاقة والمياه والتشجيع على الزراعة والتنمية المستدامة.
يُعتبر تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن الآن أمام لحظة حاسمة، فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثي، إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفًا في المستقبل إذا لم يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية الآن، وارتفاع انبعاثات الكربون تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة أيضًا، ونحو نصف هذه الانبعاثات تبقى في الغلاف الجوي، والنصف الآخر تمتصه الطبيعة، من خلال التربة والمحيطات والنباتات، وهذه «البالوعات» الطبيعية للكربون تخفف من حدة التغير المناخي بشكل فعال أكثر من أي تكنولوجيا بشرية.
وتأتي مصر على قائمة البلدان الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، وطبقًا للإحصاءات الرسمية تُعد مصر في المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري، والذي يظهر جليًا في تذبذب درجات الحرارة وموجات السيول التي تؤثر على انتاجية الأراضي الزراعية، وكذلك يتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر وما يتبعه من غرق 1% من الأراضي الخصبة وزيادة معدلات التصحر وضياع 12% من أفضل أراضي دلتا النيل الزراعية.
والكنيسة كمؤسسة دينية ومؤسسة عاملة في المجتمع ودورها الفعال وبسبب أهمية قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري، فتدعو في خطاباتها الدينية إلى الاهتمام بالبيئة وترشيد استهلاك الطاقة، وإقامة الندوات وإطلاق المبادرات كمبادرة اليوم «مبادرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمجابهة التغيرات المناخية، ودعوة الكنائس لزراعة الأشجار.
وكمثال خطوات الحفاظ على البيئة:
1- الحفاظ على المصادر الطبيعية التي تجعلها تدوم لوقت أكثر وللأجيال المقبلة.
2- التقليل من استخدام البلاستيك وإعادة تدوير النفايات.
3- تنظيف البيئة بعدم إلقاء القمامة غير في سلة المهملات.
4- دعوة الآخرين للحفاظ على البيئة.
وفي الختام قام قداسة البابا تواضروس الثاني بالإعلان عن «مسابقـــــة زراعــــــــة الأشجــــــــار بالكنائـــــس والإيبارشيــــــات» بما لا يقل عن مائة شجرة وتوثيق كل الأنشطة باسم الكنيسة والإيبارشية كتعبير عملي عن دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للحفاظ على البيئة التي نعيش فيها. وسوف يعلن قريبًا عن شروط المسابقة.
وجديــــــر بالذكر أن مصــــــــر ستستضيف رسميًا مؤتمــــــــر الأطــــــــراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم COP27 بشرم الشيخ في 2022م.