تحدثنا في المقالات السابقة عن رتب الإكليروس في قوانين الآباء الرسل، وكما سبق القول إن الإكليروس هم الأساقفة، القسوس والشمامسة، ونستعرض هنا الحديث عن الرتب الأخرى كالآتي:

رابعًا :الإبودياكون

بدءًا من هذه الرتبة لا يتم وضع اليد، ويذكر ذلك القانون (1: 26) صراحة، ويُقام الإبودياكون بأن يُجعل عليهم أنهم يتبعون الشمامسة، وأعطتهم قوانين الرسل بعض الخدمات المتفرقة في الحديث عن خدمة الشمامسة، ومنها أنه يساعد الشمامسة في إعلام الأسقف بمن هم مرضى ليفتقدهم.

خامسًا :الأغنسطس

لا يوضع عليه اليد عند إقامته، بل يدفع إليه الأسقف الكتاب ليقرأ، فهو يقام للخدمة دون شرطونية بوضع اليد. واشترطت قوانين الرسل عدة شروط للأغنسطس كالآتي: أن يُجرَّب أولًا بأن يكون غير كثير الكلام ولا سكير ولا يتكلم بهزء، وأن يكون حسن السيرة ومحبًا للخير مسرعًا في المضي إلى المجامع التي تُذكر فيها الربوبية (نعتقد أنها مجامع تعليمية عن الرب).

ونرى أن الشروط الواجب توافرها في الأغنسطس تتفق مع كونه قارئًا للكتب المقدسة، فتأتي في نطاق عدم الكلام باستهتار أو بهزء، وكذلك الإسراع إلى التعلّم، وكل هذه الشروط حتى يتسنّى له أن يقرأ الكتاب جيدًا.

وقد سمحت قوانين الرسل للأغنسطس والمرتل أن يتزوجا بعد الرتبة.

سادسًا : خدمة النساء

المقصود بالنساء هنا هن:

أولًا الخادمات وهن الشماسات، والابودياكونيات، الأغنسطسيات.

ثم العذارى والأرامل.

تذكر قوانين الرسل عن الشماسات أنهن لا يباركن ولا يفعلن شيئًا مما للقسوس أو الشمامسة ويكون عملهن قاصرًا على:

خدمة القسوس في موضع تعميد النساء، حفظ أبواب النساء بالكنيسة.

أما بخصوص العذارى فتذكر قوانين الرسل أنهن لا يقمن بوضع اليد، بل السيرة هي التي تجعل العذراء عذراءً أي حفظ البتولية، وعمل العذارى هو العبادة.

أمّا بخصوص الأرامل فتنص قوانين الرسل كذلك على عدم إقامة الأرامل بوضع اليد ولا سيامة لها، بل تُجعل فقط بالاسم، حيث أن وضع اليد للإكليروس للخدمة فقط، أمّا بالنسبة للأرامل فلا يقمن لخدمة كما الإكليروس، فلا يقمن برفع القرابين ولا التعميد ولا كل ما هو متعلق بخدمة الإكليروس، وتقام الأرملة للصلاة.

وقد حددت قوانين الرسل بأن تقام في الكنيسة ثلاثة أرامل ويكون عملهن كالآتي:

تتفرغ اثنتان منهن للصلاة لأجل كل من هو في تجربة، وتقيم الثالثة عند النسوة اللائي يُجرَّبن بالأمراض لتخدمهن جيدًا وتعرّف القسوس بما يكون (نلاحظ هنا أنه ليس لها أن تعرّف الأسقف كما هو في عمل الشمامسة، بل القسوس).

واشترطت قوانين الرسل بعض المواصفات الخاصة الواجب توافرها فيمن تُدعى أرملة وهي:

لا تكن مُحِبة للربح، لا تكن سكّيرة، وأن يكون بعلها قد مات منذ زمان كبير وليس قريبًا، وأن تكون قد عاشت بعفاف بعد موت زوجها واهتمت بأهل بيتها كما يجب.

وأخيرًا تكلمت قوانين الرسل عن إطعام الارامل فنصت على أنه إن أراد أحد ان يدعو أرامل فليشبعهن ويصرفهن قبل أن يأتي الليل، وإن لم يكن ممكنًا ذهابهن لأجل الرتبة (أي لكونهن أرامل)، فليدفع لهن شرابًا وطعامًا يأكلنه في بيوتهن كما يردن.