اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5011 مارس 2022 - 2 برمهات 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 9-10

اخر عدد

أمراض النفس العاقلة

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

11 مارس 2022 - 2 برمهات 1738 ش

أمراض النفس العاقلة أو العقل نوعان: أمراض لها علاقة بجسم الإنسان وخاصة المخ والجهاز العصبي وتُسمّى بالأمراض العصبية والنفسية، وأمراض أخرى لا علاقة لها بجسم الإنسان ونصنّفها تحت مُسمّى واحد هو الشر. النوع الأول ينتهي بانتهاء حياة الإنسان، ولكن الشر يؤثر على حياة الإنسان على الأرض وفي الأبدية.

الأمراض العصبية والنفسية:

تؤثر على قدرات الإنسان العقلية والذهنية، وتؤثر أيضًا على حالته النفسية، وسببها يرجع إلى خلل في جسم الإنسان خاصة المخ والجهاز العصبي. المخ والجهاز العصبي يتأثران بما يصيب أجهزة الجسم الأخرى، خاصة أيّة تغييرات في الدم سواء من جهة الكمية أو النوعية، لذا يتأثر المخ من تناول الكحوليات والمخدرات وغيرها. كما أن كثيرًا من الأمراض العصبية والنفسية سببها تغيُّرات كيميائية أو عوامل وراثية.

الطب يكتشف باستمرار تفاصيل جديدة عن عمل المخ والجهاز العصبي وما يصيبه من أمراض وكيفية علاجها. هناك تقدم مذهل في مجال تشخيص وعلاج الأمراض العصبية والنفسية. هذا التقدم الطبي العلمي جعل البعض يعتقد أن العقل أو النفس العاقلة هي المخ والجهاز العصبي، وإن ما نسمّيه بالعقل هو نتاج عمل المخ والجهاز العصبي، ولا يوجد وجود للعقل بدون المخ.

العلم والطب مجالهما جسم الإنسان، لذا من المنطقي أن يركّزا على الجزء المادي، ولكن النفس العاقلة رغم تأثرها بأمراض الجسم لها مجال أوسع وأمراض أخرى.

الشر:

هو أخطر مرض يصيب النفس العاقلة، وهو مجموعة أمراض تؤثر على حياة الإنسان الحاضرة والأبدية. الشر بدأ بسقوط الشيطان، فالشيطان لم يخلقه الله شيطانًا، بل خلقه ملاكًا كائنًا روحيًا عاقلًا له عقل ولكن ليس له جسد. ولأنه كائن عاقل فقد تمتع بحرية الإرادة. عندما دخل في عقل الشيطان فِكر «أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلي» (إش١٤:١٤) مرض وسقط «لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب» (إش١٤: ١٥).

الإنسان الأول كان صحيح الجسم ولم يصبه أي مرض عضوي في جنة عدن، ولكن أصابه مرض في نفسه العاقلة عندما قبل فكر الشيطان «لن تموتا! بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر» (تك٣: ٤-٥). سقط الإنسان وانفصل عن الله، وصار عبدًا للخطية والموت والفساد، وصار عقله المريض بالشر يخترع شرورًا. الناس عجزوا أن يعرفوا الله المعرفة الحقيقية «بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي، وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء» (رو١: ٢١-٢٢)، لذلك «أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق» (رو١٤: ٢٨). يوصينا الكتاب المقدس أن «لا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة» (رو١٢: ٢).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx