اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة 5008 أبريل 2022 - 30 برمهات 1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

الكنيسة والصحة الإنجابية

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

08 أبريل 2022 - 30 برمهات 1738 ش

قررت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس في اجتماعها يوم السبت ٥ مارس ٢٠٢٢م، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، تشكيل لجنة لبحث الموضوعات الرعوية المتعلقة بالصحة الإنجابية، وتقديم تقرير للمجمع المقدس في جلسته القادمة يوم ٩ يونيو ٢٠٢٢م.. تهتم كنيستنا بموضوعات الصحة الإنجابية لسببين:

١- الإنجاب له بُعد ديني كنسي هام وليس فقط ما له من الأبعاد الصحية والاجتماعية والاقتصادية. الكتاب المقدس يذكر «فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم، وباركهم وقال لهم: "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض"» (تك١: ٢٧-٢٨). السيد المسيح له المجد قال: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثي؟ وقال: من أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا، إذ ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان» (مت١٩: ٤-٥). إذًا فالإنجاب لا بد أن يكون من رجل وامرأة يجمعهما سر الزواج المقدس. والإنجاب بأيّة طريقة أخرى يُعتبر خطأ يتحمله من قام به وليس الجنين لأنه مفعول به وليس فاعلًا.

٢- التقدم الطبي والعلمي أحدث تغيُّرات كثيرة في عملية الإنجاب. حاليًا توجد بنوك للأجنة والحيوانات المنوية والبويضات، ويمكن التلقيح خارج الرحم، وتوجد الأم الحاضنة أو البديلة، بل تطور الأمر لاختراع جهاز يمكن وضع البويضة المخصبة فيه لتنمو حتى تصير جنينًا متكاملًا دون الحاجة للرحم البشري، وغير ذلك. هذا التقدم العلمي الطبي ساعد في حل عدة مشكلات تواجه الإنجاب، ولكن أوجد تساؤلات في مدى قبول هذه التغيرات في عملية الإنجاب من الناحية الدينية الكنسية. يطرح أبناء الكنيسة عدة تساؤلات يريدون إجابة كنسية عنها، فهم يريدون أن ينعم الله عليهم بطفل أو طفلة ولكن لا يريدون اللجوء لطريقة خاطئة لتحقيق هذا الهدف.

هل يمكن أن تقدم الكنيسة الرأي الكنسي القاطع في هذه الموضوعات؟

أعتقد أنه من الصعوبة تحقيق ذلك لسببين:

١- تعدُّد الموضوعات وتشعُّبها مع وجود موضوعات جديدة. فالتقدم الطبي في هذا المجال مستمر بوتيرة متسارعة.

٢- كثير من هذه الموضوعات بها جزء يمكن تقديم رأي كنسي قاطع فيها وجزء آخر يمكن أن تتعدد فيه الآراء الكنسية.

لذا أري أن ما يمكن أن تقدمه الكنيسة هو وضع معايير كنسية متفق عليها يمكن من خلالها إبداء الرأي في أي موضوع معروض حاليًا أو مستقبلًا.

القديس بولس الرسول بإلهام الروح القدس يقدم لنا النموذج الذي يمكننا ان نحتذي به. في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، قدم أجوبة لبعض الموضوعات الرعوية الخاصة بالزواج وأكل ما ذُبح للأوثان وغيرها، ثم قدم أربعة معايير أساسية يمكن البناء عليها في الحكم على أي موضوع رعوي مستقبلًا (راجع: ١كو٦: ١٢؛ ١٠: ٢٣-٢٤).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx