اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5003 يونيو 2022 - 26 بشنس1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

نصرة القيامة

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

03 يونيو 2022 - 26 بشنس1738 ش

نحن في هذه الأيام المباركة نحتفل بعيد أعيادنا، ويوم رجاء خلاصنا، لذلك يسرّني أن أهنئكم بهذا العيد المبارك الذي نبني عليه إيماننا، فلو لم يكن المسيح قد قام فباطلٌ إيماننا وباطلة كرازتنا.

ويعطينا الرب دروسًا في هذه المناسبة المباركة، نتعلم منها أنه إن لم نتألم معه لا نستطيع أن نتمجّد أيضًا معه، فقبل فرح القيامة لا بد أن تكون لنا شركة الآلام، فالقبر الفارغ يعلن رجاء البشرية في خلاصها.

محبة المريمات عندما ذهبن إلى القبر باكرًا جدًا، لقد أتين المريمات بالأطياب والحنوط وهن محتارات من يدحرج لهن الحجر لكي يطيبن جسد الرب، وهذه تشكّل مشكلة في ذهنهن، وعندما أتين إلى القبر وجدن الحجر مدحرجًا ليعلن لهن فرحة القيامة المقدسة، وصار هذا الحجر هو موضوع فرحهم. وينظر الرب إلى هذه القلوب المُحبة التي أتت إلى القبر باكرًا جدًا ولم تكترث بمخاوف الأعداء، ويعطيهن بهجة قلوبهن.. ونحن في طريق غربتنا في هذا العالم تعترضنا مخاوف ومشكلات، ونتسائل: من يدحرج هذه المشكلة؟ ومن يحررنا من هذه الضيقة؟ وينظر الرب إلى الإنسان لكي ما يرى مقدار حبه وبذله وعطائه، ويتدخل بطرق مختلفة، ويرى الإنسان فإذا المشكلة قد دُحرجت! لقد نظر الرب إلى محبة المريمات وبذلهن وارتباطهن به، وأعطاهن سؤل قلبهن، وهذا يعطينا رجاء ونصرة أن الرب ينظر إلى محبتنا وجهادنا، ويقدّر إيماننا ومحبتنا، ويعطينا سؤل قلبنا.

ونرى من خلال شخصيات الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة على مر العصور، كانت هناك أحجار كثيرة، وبروح الإيمان نثق في يد الرب القوية والمعينة التي نستطيع من خلالها أن ندحرج الأحجار. لذلك رسالة القيامة هي رسالة سلام لكل إنسان، ورسالة فرح وتعزية. نأتي إليك يا رب مبكّرين، ونؤمن بعملك في حياتنا، ولكن ينبغي أن يكون لنا ملء الإيمان والقناعة أن الرب يصنع كل شيء عجيبًا وعظيمًا حسب حكمته وتدبيره، ويستخدم في هذا وسائل كثيرة، فكم من أحجار كثيرة دحرجها الله عنّا، وضمّد جراحًا كثيرة لنا، وكم أزال مخاوف وأتعابًا كثيرة لنا، ونثق يا رب أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر.

دعونا نختبر عمل الحجر المُدحرَج الذي يعلن لنا أن يسوع المصلوب هو يسوع القائم، لذلك شركتنا في أمجاد القيامة هي شركتنا في آلامه.

إن سر قوة مسيحيتنا هو إيمانها بالآلام. مشكلة الإنسان المسيحي أنه يريد أن يتبع الرب يسوع على جبل التجلي أو عند القبر القائم منه، ولا يريد أن يتبعه عند بستان جثسيماني، فالصليب يحمل معنى الحب الكامل والخلاص الحقيقي والبذل والعطاء، فبكّر إلى الرب لكي ما تعلم حبك له، فهو الوحيد القادر أن يرفع عنك آلام الصليب، وتكون لك شركة معه في أمجاد ونصرة القيامة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx