١) مناوشات حدودية بين صربيا وكوسوفو، ٢) والصين تخترق حدود تايوان عسكريًا بعد زيارة بيلوسي، ٣) وما زالت حرب روسيا وأوكرانيا قائمة دون نهاية قريبة، ٤) وإغلاق بعض المدن الصينية لفترة غير قصيرة مرة أخرى بسبب عودة متحوّرات الكوڤيد، ٥) استمرار تباطؤ سلاسل الإمدادات وارتفاع تكلفة النقل بدرجة مخيفة، ٦) وباء جدري القرود يجتاح أمريكا وبايدن يعلن حالة الطوارئ، ٧) وبالنسبة لمصر نضيف إليها مسألة سد النهضة وأثر استمرار الملء على مواردنا المالية الفقيرة أصلًا وتناقص المساحة القابلة للزراعة، ٨) وعلى مستوى العالم، فهناك تحالف سياسي اقتصادي جديد يتم ولادته بين الصين وروسيا ومعهما إيران وتركيا من جهة، وأوروبا القارة العجوز، والإمبراطورية الأمريكية الاستعمارية من جهة أخرى، دون دور أو موقف واضح لنا وللمنطقة العربية في هذا العالم الجديد.
نتيجة كل ذلك: استمرار تباطؤ أو انكماش الاقتصاد وانخفاض الإنتاج والاستهلاك وارتفاع البطالة، ونقص كافة أنواع السلع عالميًا، إنتاجًا وتصديرًا، مع تضخم غير مسبوق منذ ٤٠ عامًا يجتاح العالم، والدول الناشئة طبعًا هي الأكثر تضرُّرًا على المدى الطويل، وتفاقُم ديونها مع بدء إعلان إفلاس بعضها، وتوقُّع المزيد.
أناشد الجميع، والى مرور هذه الغُمّة بسلام، الحرص الشديد في الإنفاق، وقصرها على الضروريات للعاميْن القادميْن على الأقل، وتوسيع جهود التكافل الاجتماعي لمن استطاع، وتمسّك بوظيفتك ما أمكن.
وللمنتجين: خفض التوسُّعات والمصروفات قدر الاستطاعة (مع الحفاظ على حقوق العاملين كأولوية أولى)، بل وتقليص الفروع Downsizing بسبب استمرار انخفاض حجم البضاعة لفترة قادمة، وعدم التعاقُد على أيّة مبيعات بالعملة المحلية مقابل مدفوعات طويلة الأجل بالعملات الأجنبية.
وأكرّر لمتجاهلي كافة هذه الظواهر الواضحة: اتفق الخبراء الاقتصاديون في ختام أعمال المؤتمر السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها السابقة، إلّا بعد فترة غير قصيرة من المعاناة والتحديات.
وأكرّر أسفي لتكرار المطالبة بالتقشُّف، ولهجة التشاؤم، ولكن وجب تحذير غير المُقدِّرين لمصاعب الفترة القادمة، وهؤلاء المتفائلون بدون مناسبة أو مبرر.
