اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5009 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

عظمة مصر وأصالة الكنيسة

قداسة البابا تواضروس الثانى

09 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش

على مدار ثمانية أيام كان ملتقى لوجوس الثالث لشباب الكنيسة القبطية من خارج مصر، من كنائسنا وإيبارشياتنا في قارات العالم الخمس، حيث اجتمع مئتا شاب وشابة تدور أعمارهم ما بين 22-28 سنة غالبًا يمثلون الجيلين الثاني والثالث للأقباط الذي هاجروا من مصر لأسباب عديدة منذ حوالي ستين عامًا.

أُقيم الملتقى في مركز لوجوس (كلمة يونانية تعني: الكلمة) بالمقر البابوي في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، حيث بدأ يوم الجمعة 19 أغسطس إلى 27 أغسطس 2022م، وتخلّله برنامج حافل وهادف تم الإعداد له بعناية منذ ما يقرب من عام من خلال مجموعات عمل شبابية عملت باجتهاد وإبداع لتقديم فقرات متنوعة: روحية – كتابية – كنسية – ثقافية – فنية – سياحية – رسمية – أثرية – دراسية – عملية.

وذلك في برنامج متناغم ودقيق أشاد به كل الشباب لمحتواه وفاعليته وأثره القوى فيما يخص صورة مصر العظيمة وصورة الكنيسة الأصيلة.

لقد حضروا من أستراليا وآسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وبعض الشباب قدموا من بلاد بعيدة مثل البرازيل – فيجي – الفلبين – الدنمارك – إسبانيا، وذلك للمرة الأولى في حياتهم.

لقد بدأ الإعلان عن هذا الملتقى في نوفمبر 2021م من خلال المجمع المقدس، حيث رشّح الآباء المطارنة والأساقفة أعدادًا من شبابهم وفقًا لمعايير محدّدة، ومنذ فبراير الماضي بدأ التواصل مع المشاركين من خلال مجموعات الشباب المنظّمة للملتقى والتعرُّف عليهم وعلى مواهبهم وشخصياتهم واهتماماتهم، ولذا صاروا معروفين بأوصافهم قبل حضورهم بأشخاصهم.

والهدف الأساسي للملتقى والذي يُعقد للمرة الثالثة حيث كانت الأولى عام 2018م للشباب من الخارج، وعام 2021م للشباب من داخل مصر، وبنعمة المسيح يتواصل هذا الملتقى بين الشباب من الداخل والخارج بالتبادل، ويكون القصد الرئيسي هو:

1- عظمة مصر التاريخية والجغرافية والحضارية، وإظهار الصورة المعاصرة بما فيها الإنجازات العملاقة التي تملأ جنبات مصر شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا في بناء الجمهورية الجديدة. كثيرًا ما يقوم الإعلام الخارجي بتشويه صورة مصر عمدًا أو سهوًا أو حقدًا ممّا يسبب ارتباكًا عند الشباب في بلادهم عن مصر حيث جذورهم الأسرية وأيضًا الموضع الأول لكنيستهم، ولذلك كان شعار الملتقى العودة إلى الجذور.

2- أصالة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والتي نشأت على أرض مصر، وكانت الإسكندرية هي حجر الأساس لها باستشهاد القديس مارمرقس رسول المسيح. وتأسّس فيها الكرسي الرسولي الوحيد في أفريقيا. وإن كانت هناك حوالي ستمائة كنيسة قبطية ودير قبطي خارج مصر، فإنها تُعتبر امتدادًا حيًّا لانتشار الكنيسة التي مصر محلّ قلبها النابض، وهي الأم لكل هذه الكنائس والأديرة، وتواصل الأجيال الجديدة خاصة الذين وُلِدوا في الخارج أمرٌ ذو أهمية كبيرة جدًا.

إذًا فإن عظمة مصر وأصالة الكنيسة هما الهدف الأساسي والذي تدور حوله كل فقرات برنامج الملتقى.

فمن ناحية عظمة مصر، كانت المقابلة مع السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وحديثه الشيق مع الشباب، والإجابة على أسئلتهم المتنوعة، وكذلك زيارة مدينة العلمين الجديدة والمبهرة، وإنجازات الطرق والمشروعات العديدة، وكذلك زيارة قصر عابدين، والجولة البحرية في الإسكندرية، وزيارة بعض محطات مسار العائلة المقدسة، وافتتاح معرض لوجوس مع السيدة السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، حيث شمل المعرض ما تقدمه بعض الوزارات لخدمة الشباب في الخارج مثل: البيئة – الهجرة – الدفاع – الداخلية، مع هيئات أخرى مصرية، وكذلك مقابلة شخصيات مصرية ناجحة ومتميزة مثل: د. مجدي يعقوب، ود. مجدي إسحق، والسيد مايكل هاني، والسيدة المستشارة ماري بقطر.

ومن ناحية أصالة الكنيسة وجذورها على أرض مصر، فكانت زيارة أديرة وادي النطرون في الوجه البحري، وزيارة أديرة درنكة والمحرق في الوجه القبلي، وكذلك الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، والقداسات الإلهية واجتماعات التسبحة والصلاة، وإعداد ماكيتات عن بلاد الكتاب المقدس وبشارة الآباء الرسل فيها بصورة جميلة على أرض مركز لوجوس، وعرض مواهب الشباب المتنوعة، والحوارات الشبابية سواء مع قداسة البابا أو من خلال السمينار والذي درسوا فيه موضوعات هامة مثل: الأسرة المقدسة -المثلية الجنسية – العلم الجديد – الإلحاد... وغيرها، وقدموا فيها توصيات واقتراحات تدرسها لجنة السكرتارية بالمجمع المقدس حاليًا.

هذا بالإضافة إلى حفلات الافتتاح والختام، ومائدة الغذاء الكبرى والتي دُعِي إليها عدد من السادة الوزراء والسفراء والإعلامين والأراخنة، مع الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة.

وهكذا يعود هؤلاء الشباب بلادهم وقد صاروا سفراء غير رسميين عن مصر، يتحدثون عنها في كل مكان ولكل إنسان يقابلونه، وفي نفس الوقت يخدمون في كنائسهم بقوة دفع روحية مما شاهدوه ومما سمعوه عن كنيسة أصيلة ووطن عظيم.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx