استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية بالقاهرة، يوم الأحد ٤ سبتمبر ٢٠٢٢م، نيافة المطران أبونا يوسف، مطران مدينة بالي للكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية، وبرفقته بعض رؤساء الأديرة الإثيوبية وبعض الشمامسة، وعدد من الرهبان والراهبات الذين يزورون مصر حاليًا في إطار جولة سياحية لمعالمها التاريخية والدينية.
رحّب قداسة البابا في بداية اللقاء بنيافة المطران ومرافقيه مشيرًا إلى العلاقة القوية التي تربط بين الكنيستين القبطية والإثيوبية والتاريخ المشترك الذي يجمعهما، حيث يستخدمان تقويمًا كنسيًا واحدًا، وأن الكنيسة القبطية احتفلت منذ أيام بعيد القديس تكلا هيمانوت الحبشي. وألمح قداسته إلى ضرورة الحفاظ على هذه العلاقات وهذا الرصيد المشترك.
وتحدث قداسة البابا عن زيارته لأثيوبيا بدعوة من قداسة البطريرك أبونا متياس بطريرك الكنيسة الإثيوبية، عام ٢٠١٥م والتي زار خلالها العديد من الكنائس والإيبارشيات والأديرة، وأشاد بالمحبة التي لاقاها هناك، حتى أن الشعب الإثيوبي كان يهتف في حضور قداسته: «مار مرقس أبونا والإسكندرية أمنا».
وأعرب قداسة البابا عن تمنياته للوفد الكنسي الإثيوبي بزيارة ممتعة لمصر بعد أن يعاينوا جمال معالمها، وما تم بها من إنجازات، مؤكدًا أن مصر تفتح ذراعيها دومًا للجميع، وأن الكنيسة القبطية كذلك تهتم بأبناء الكنيسة الإثيوبية المقيمين في مصر تفتح لهم الكنائس ليصلوا فيها. وأكد قداسته على أهمية التواصل والتقارب الدائم بين الكنيستين.
وأشار قداسته إلى مجيء قداسة البطريرك «أبونا متياس» لمصر عام ٢٠١٥م وزيارته لأماكن عديدة، وعن ترحيب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأيضًا رئيس الوزراء المصري بقداسته.
ونوّه قداسة البابا إلى أن العلاقات وثيقة بين مصر وإثيوبيا بحكم انتمائهما لقارة إفريقيا وبأن النيل يربطهما معًا، معربًا عن أمنياته بأن تسير مفاوضات سد النهضة بشكل جيد. وعن أهمية النيل قال قداسته: إننا هنا في مصر نعتبر أن النيل «أبونا» وأن الأرض التي حوله «أمنا». وأضاف: «نحن نصلي لأجل مياة النيل بل ونصلي لأجل الأمطار التي تسقط في إثيوبيا، فهي تجلب الخير لدول عديدة». واختتم: «نكرر ترحيبنا بكم باسم المجمع المقدس لكنيستنا، وأرجو لكم زيارة طيبة تنالون خلالها بركة مار مرقس وبركة كل القديسين الذين عاشوا في مصر».
وألقى رئيس الوفد «أبونا يوسف» كلمة قال فيها: “أشكر الله الذي أعطاني الفرصة أن آتي إلى هنا وأنال بركة قداستكم وبركة الكنيسة القبطية، ونحن في إثيوبيا نصلي لك لكي يقوّيك الله وأن يمنحك العمر المديد، كما أننا نطلب صلواتكم لأجل الجميع في إثيوبيا. وحينما زرت قداستكم إثيوبيا الشعب كله أحبك، وهتف أمامك كما ذكرتم قداستكم الآن: «مار مرقس أبونا والإسكندرية أمنا». وكنيستنا تتطلع لزيارتكم لنا مرة أخرى”.
كما أعرب بعض أعضاء الوفد من رؤساء الأديرة والشمامسة، عن محبتهم للكنيسة القبطية ولقداسة البابا وسعادتهم بزيارة قداسته، وبما زاروه من الأديرة القبطية والحفاوة التي لاقوها في هذه الأديرة.
وألقى نيافة الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ومنسق العلاقات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية، كلمة أكد خلالها على أن الكنيسة القبطية حريصة على نقل الخبرات الرهبانية ولا سيما في المجالات التنموية.
حضر اللقاء إلى جانب نيافة الأنبا بيمن، الراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا، والقمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. كما حضره الراهب القمص آنجيلوس النقادي والقس فيلبس هلال المرافقَيْن للوفد الإثيوبي. وفي نهاية اللقاء أهدى قداسة البابا بعض الهدايا التذكارية لأعضاء الوفد الضيف.