اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5009 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

الخادم والجذور 2

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

09 سبتمبر 2022 - 4 نسئ1738 ش

سبق وتحدثنا عن ضرورة تقديم جذور عمل الله في كنيسته المقدسة للمخدومين وبخاصة الأجيال الجديدة، فهي تساعد على تعميق روح الانتماء والارتباط بالكنيسة عبر الأزمان، فنحن نمثل حجارة حية في بناء واحد لله.

يجب إعلان ومعرفة دور المسيحية في تغيير حياة الإنسان بل وحياة العالم، مما يعطي شهادة حية لعمل الروح القدس، وشهادة لملكوت الله الممتد إلى الأرض عبر الأزمان، ولهذا نجد أن دراسة جذور الكنيسة الواعية تؤهلنا إلى اكتشاف العديد من العناصر الهامة في تاريخ الكنيسة التي يجب التركيز عليها، ومنها:

+ معرفة أساس الإيمان المسيحي الأرثوذكسي ومدى حفظه والتمسك به كوصية إنجيلية (2تي1: 13، 14) حيث رأينا كم من البدع والهرطقات التي أرادت أن تشوّه أهم حقائق الإيمان المسيحي، البعض منها أراد أن يجعل من المسيح إنسانًا وأنكر ألوهيته، ومنها من فصل لاهوته عن ناسوته... وصمدت الكنيسة وأعلنت إيمانها وثبّتته في قلوب ووعي أولادها عن طريق وضع قانون الإيمان وصياغة لاهوتها في عباداتها وصلواتها، ونجحت في مواجهة العواصف والتشكيكات الإيمانية العنيفة عبر العصور؛ فكيف نهمل هذه الجذور الهامة ونعتبرها مجرد ماضٍ وانتهى ولا يمس واقع حياتنا اليوم؟ وكثيرًا ما نواجه تحديات الماضي في الحاضر بصياغات متشابهة..

+ وجب علينا أن نردّد كثيرًا على مخدومينا تعاليم الكنيسة الأولى وسير الشهداء الأبرار وأبطال الإيمان وإعلان أتعابهم وتعذيبهم ونفيهم مقابل حفظهم للإيمان، والتركيز على الحياة المسيحية التقوية المعاشة في حياة الكنيسة عبر العصور من خلال حياة القديسين والفضائل المقدسة التي تسربلوا بها، وأن كل سيرة تحوي دور النعمة الإلهية، وتعلن عن الإنجيل المعاش المفتوح والمقروء من جميع الناس، الذي يقدم الإيمان الحي المعاش الواقعي والعملي.

+ نبرز مواقف القديسين وأثرها، خصوصًا والمخدومون يميلون إلى البطولات والشجاعة والصمود، حيث نجد في أبرار الكنيسة كل الصفات التي نرغب في ترسيخها وإعلانها في نفوسهم مثل: الشجاعة في القديس يوحنا المعمدان والشهيد العظيم مارجرجس- والقديس يوحنا ذهبي الفم. الدفاع عن الإيمان في سيرة البابا أثناسيوس الرسولي والبابا كيرلس الكبير والبابا ديوسقورس. التوبة والتغيير في القديس أغسطينوس والأنبا موسى الأسود ومريم المصرية. الثبات والاحتمال في القديسة دميانة والأنبا صموئيل المعترف. الجهاد والمثابرة في القديس العظيم الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وأبو مقار...

عزيزي الخادم لا تطرح التاريخ خلفك ولا تهمل تقديمه للمخدومين، فكيف يفتقر ابن الأغنياء وهو يملك كنوزًا ثمينة؟ وكيف نبدأ باجتهادات إيمانية وروحية جديدة وقد سبقنا سحابة من الشهود هذا مقدارها؟ وقد حاربوا وحوشًا وجاهدوا ضد قوات الظلمة من أجل الحفاظ على إيمان الكنيسة والكرازة والشهادة له، فدماء الشهداء هي بذار الكنيسة. وكيف نخترع طريقًا وقد رسمه لنا آباء سبقونا وتركوا لنا علامات وآثارًا نتبعها فنسلك في أمان وضمان الوصول؟

وإن كان هذا الجيل يرفض المعلومات ولا يحب الدراسة والتاريخ، فلا ننزلق نحن ونترك ما يجب أن يتعلّموه، وإلّا نُحسب غير أمناء لأننا قدمنا ما يرغبون وليس ما يحتاجون...

وإن كان الأمر يتطلّب أساليب وطرقًا متطورة لتقديم مثل هذه الموضوعات، فلنتعب من أجل تقديمها، فهي تستحق أن نتعب من أجلها والله هو الضامن لتأثيرها.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx