(1) ”أنه يعرف الراعي“
كان هناك فنان مشهور حضر الكنيسة، فطلبوا منه أن يقول مزمور "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء"، فقام وفعلًا كان يحفظ المزمور، وصفق الناس له تصفيقًا شديدًا... ثم طلبوا من رجل مسنّ أن يقول نفس المزمور، فقام هذا المسن وكان صوته بالكاد يُسمع، وبدأ في المزمور، ولما انتهى من المزمور وجدوا أن الحاضرين جميعهم دموعهم تسيل من أعينهم...
فقام واحد من الحاضرين يسأل الفنان المشهور: "ما الفرق بينك وبين هذا الرجل الذي أبكى الجميع؟!!"
رد الفنان قائلًا: "أنا أعرف المزمور... ولكن هذا الرجل يعرف الراعي".. يا ليت كل واحد فينا يسأل نفسه: هل يعرف المزمور أم يعرف الراعي؟؟
(2) ما هو الحب؟؟
سُئِلت امرأة عجوز عن الحب وما هو معناه؟ أجابت: "أول مرة سمعت هذه الكلمة كنت طفلة صغيرة، وكانت من والدي الذي قبّلني وقال: إني أحبكِ، فقلت الحب هو الحنان والأمان وحضن دافئ.. عندما بلغت سن الرشد وجدت رسالة تحت باب المنزل أرسلها ابن الجيران، عنوانها اسمي ومحتواها إني أحبكِ، فقلت الحب هو: جرأة وجنون.. وعندما خُطِبت لابن الجيران وتعرّفت عليه، أول كلمة قالها لي هي: أحبكِ، فقلت الحب هو: طموح وعمل وهدف وإرادة.. تزوجت، وفي ثاني يوم زواج قبّلني زوجي على رأسي وقال لي: إني أحبكِ، فقلت الحب هو: شوق وحنين.. مرّت سنة فولدت أول أولادي، كنت متعبة ملقاة على سريري، فجائني زوجي وأمسك يدي وقال: إني أحبكِ، فقلت الحب هو: شكر وتقدير وعطف وحنان... بعد مرور السنين شاب شعر الرأس وتزوج الأبناء، فنظر زوجي لشعري مبتسمًا وقال لي: أحبكِ، فقلت الحب هو: رحمة وعطف...
طال العمر وصرنا عجزة، وفي كل مرة زوجي العزيز يقول لي أحبكِ، فأقول الحب هو: وفاء وصدق وإخلاص وعطاء... هذا هو الحب كلما زدنا في العمر كلما اكتشفنا أسراره.. هذا هو الحب يبدأ صغيرًا فيكبر شيئًا فشيئًا... الحب من الله يأتي وإليه يعود... الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله...
(3) قصة وعبرة
يحكى أن فلاحًا كان يمتلك حمارين، قرر في يوم من الأيام أن يحمل على أحدهما ملحًا وعلى الآخر صحونًا وقدورًا، أنطلق الحماران بحمولتهما.. وفي منتصف الطريق شعر الحمار حامل الملح بالتعب والإرهاق حيث إن كمية الملح كانت أكثر وأثقل من القدور الفارغة، بينما كان حامل القدور سعيدًا بحمولته حيث كانت أقل وأخفّ. على كل حال قرر الحمار حامل الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بركة من الماء كانت بجوار الطريق كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح، فلما خرج من البركة شعر كأنه بُعِث حيًا من جديد، فقد ذاب الملح المحمّل على ظهره في البركة، وخرج نشيطًا كأن لم يمسه تعب من قبل. لما رأى حامل القدور ما نزل على صاحبه من النشاط، قفز بدوره في البركة لينال ما نال صاحبه، فامتلأت القدور بالماء، فلما أراد أن يخرج من البركة كان ظهره انقسم قسمين من وطأة القدور المحملة بالماء.
العبرة من القصة...
ما يفيد غيرك قد لا يفيدك بل يضرك.. فاحذر أن تتقمص شخصية هي لا تشبهك حافظ على مقاسك.
(4) الشيخ والموت
بعد أن احتطب شيخ في الغابة، وضع حزمة الحطب على ظهره. كان عليه أن يحملها بعيدًا عن الغابة. وإذ أنهكه التعب، وضع حمله وقال: "وا أسفاه! ليت الموت يستطيع أن يأتي!". وفجأة جاء الموت وقال: "هأنذا، ماذا تريد مني؟"، أجاب الشيخ وقد تملكه الخوف: "أريد أن تساعدني على تحميل هذا الحطب، مرة أخرى!".. تمت.
تعقيب:
مهما بلغ الإنسان السوي في إظهار كراهيته للموت لشقاء ألم به، تبقى الحياة غالية في نظره. ولو عاش الإنسان ألف عام ثم جاء الموت، لتمنى أن يعيش ألفًا أخرى.
(5) الكرات الخمس
الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ساندر بيتشاي ألقى خطابًا في 60 ثانية فقط قال فيه: تخيل الحياة لعبة من 5 كرات تتلاعب بها في الهواء محاولًا ألا تقع... هذه الكرات أحدها مطاطية والباقي من الزجاج.
الكرات الخمس هي: العمل، العائلة، الصحة، الأصدقاء، الروح.
ولن يطول بك الحال قبل أن تدرك أن "العمل" عبارة عن كرة مطاطية كلما وقعت قفزت مرة أخرى، بينما الكرات الأخرى مصنوعة من زجاج، إذا سقطت إحداهما فلن تعود إلى سابق عهدها. وستصبح إما معطوبة أو مجروحة، أو مشروخة، أو حتى متناثرة.
عليك أن تعي ذلك، وأن تجاهد في سبيله.
أدر عملك بكفاءة خلال ساعات العمل، واخرج وقت الانصراف لتكون مطمئنًا بإخلاصك وأعطِ الوقت اللازم لعائلتك، وأصدقائك، وخذ قسطًا مناسبًا من الراحة، واهتم بصحتك فإن ذهبت فمن الصعب أن ترجع كما كانت.