خلال أيام نحتفل بعيد الصليب المجيد، وهنا نتذكر أنه هناك من يظن أن الصليب محبة فقط، ولكن الحقيقة أن الصليب محبة وعدل.
- محبة: أن الإنسان سيُطلَق سراحه وتتجدد طبيعته، وتنسكب فيها حياة الله من جديد.
- وعدل: أن حكم الموت سيتحمله الله المحب، وفي هذا محبة مضاعفة، إذ أن الله سيتمّم الحكم في نفسه، ويتحمل عقوبة الخطية في جسده، وإلا فلماذا الصليب؟!
لو كان الأمر يحتاج إلى محبة فقط، فما أسهل أن يسامح الله آدم، وكفى!! ولكن لأن الأمر يحمل شقًا قانونيًا، وحكمًا بالموت، لهذا تجسد الله وفدانا!
أ- أن محبة الله عادلة، وعدله محب، ويستحيل أن نفصل كمالات الله عن بعضها.
ب- هل يشك أحد في فضيلة اسمها "العدل"، موجودة لدى الإنسان بصورة نسبية؟! فكيف لا توجد هذه الصفة في الله، وبصورة مطلقة؟!
ج- ألا نصلي كل حين "مستحق وعادل"؟.. وحتى إذا أراد البعض تفسير العدل بأنه البر أو الحق.. فالحق أن كل فعل له رد فعل، وكل خطيئة لها عقاب.
د- والحمد لله أن الله أخذ العقاب على عاتقه نيابة عنا، وفي هذا تتجلى محبة الله بصورة مذهلة وفريدة، ويأخذ كل من العدل والحب مجراه.
ه- وبماذا نفسر آيات الدينونة في الكتاب المقدس:
- «مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَي اللهِ الْحَيّ" (عب10: 31).
- «لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ» (عب12: 29).
- «فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ» (عب10: 29).
- «الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إش53: 6).
- «بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مت20: 28).
- «بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً» (1تي2: 6).
- «اُفْتُدِيتُمْ... بِدَمٍ كَرِيمٍ» (1بط1: 18، 19).
- «اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ» (غل3: 13).
+ إن وصية الـرب لآدم كانت نصيحة وأمرًا في آنٍ واحد.. والنصيحة نهايـة إهمالها الضرر.. ولكن الأمر نهاية إهماله العقاب.. من هنا جاءت العقوبة، وشكرًا لله أنه حملها على كتفيه بالصليب.
+ إن إلغاء فكرة العقوبة والعدل في الصليب، هو ببساطة إلغاء للدينونة! فلماذا العقاب والثواب؟ ما دام الكل سيخلص؟
+ بل لماذا الكرازة والتبشير؟ ما دام الكل سيكون موضع محبة الله فقط، دون عدالته؟
+ بل ولماذا الجهاد ضد الخطيئة، ما دامت الإنسانية مقبولة في المسيح، حتى بدون جهاد وتوبة؟!
ليتنا نستطيع من خلال فداء المسيح، ودمه القاني، وأمانة التجارب والجهاد، أن نصل إلى أورشليم الأبدية، والخلود السعيد.