قال القديس كيرلس الأورشليمي: "كل عمل عمله ربنا يسوع المسيح هو فخر للكنيسة، لكن أكثر الأعمال فخرًا هو الصليب".
لذلك قال معلمنا بولس الرسول: «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غلا6: 14).
ومنذ صُلب السيد المسيح على الصليب وحتى الآن تخاف الشياطين وترتعد عند رؤية الصليب أو رشم علامة الصليب بإيمان، «فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1كو1: 18).
في العهد القديم لما ذبحوا خروف الفصح ولطخوا بدمه الأبواب على هيئة صليب، أُنقِذ أبكارهم من الموت.
أما نحن في العهد الجديد «فَالْمَسِيحَ فِصْحَنَا قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا» (1كو5: 7)، فأنقذنا من الموت الروحي والهلاك الأبدي لأنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عب9: 22).
تعمل الكنيسة كل سنة أسبوع الآلام بصلواته الكثيرة وأصوامه الطويلة احتفالًا بالصليب المحيي.
كما تحتفل كل سنة بعيدين عظيمين للصليب:
+ الأول في 10 برمهات بمناسبة العثور على الصليب المقدس على يد الملكة هيلانة حوالي سنة 328م، بعد أن أزالوا أكوام الأتربة التي وضعها اليهود على الصليب لإخفائه.
+ الثاني في 17 توت تذكارًا لوضع الصليب المقدس في كنيسة القيامة بأورشليم بعد بنائها وتدشينها سنة 335م.
بركة الصليب المحيي المقدس فلتكن معنا.
وكل عام وأنتم بخير وسلام. آمين.